وإمّا من قبيل التدخين لبعض العقاقير ، فإنّه على ما قيل يستعملونه في بعض مواقعه لتسخير الكواكب كقراءة الرقى . وإمّا من قبيل النفث أو التصوير لصورة المسحور واشغال النظر فيها . أو تصفية النفس فإنّه قيل : إنّ النفوس مختلفة ، فبعضها قوية مستعلية على البدن وصارت في قوتها بحيث تكون مضاهية للأرواح السماوية وكأنّها واحدة منها ، فكما يكون السفليات منفعلة بتلك العلويات ولها تأثير في تلك السفليات ، فكذلك لهذه النفس أيضا تأثير فيما أرادته وأوجد صورته في الذهن ، وهذا نظير ما يحصل بالرياضات الشرعية ، فإنّه يصير مقام العبد بواسطتها إلى ما أشار إليه في الحديث القدسي : عبدي أطعني أجعلك مثلي ، يعني كما أنّ اللَّه إذا أراد شيئا يقول له كن فيكون ، فكذلك حال هذا المجاهد ، كما نطق بهذا المقام أيضا الأخبار في وصف أهل الجنّة ، فمن الممكن حصول هذه المرتبة بالرياضات الباطلة ، لكن قد صرح بعدم تحقق هذا القسم في الخبر المنقول عن الاحتجاج لو لم يستفد منها عدم الإمكان . أو بتمزيج القوى السماوية حيث إنّ للكواكب تأثيرا في الألوان والطعوم وحياة الحيوانات مع القوى المنفعلة السفلية ، بمعنى أن يعرف المعدات لتلك الفواعل فيعدها ، والموانع فيرفعها حتى تنضم القوّة الفاعلة مع القابلة ، ويتولد الأمر العجيب منهما ويسمى هذا بالطلسمات أو بتسخير الأرواح الأرضية وهي الجن ، فإنّه يقال : إنّ الاتصال بتلك الأرواح أسهل من الاتصال بالأرواح السماوية ، والتأثير مع الاتصال بالسماويات أعظم ونسبتهما نسبة القطرة إلى البحر ، والشعاع إلى الشمس ، والرعية إلى السلطان ، ويسمى هذا بالأقسام والعزائم وتسخير الجن . فالسحر على تشتّت أنحائه هذه وغيرها يلازمه الإيهام لكونه بمدد غيبي