نام کتاب : المقاصد العلية في شرح الرسالة الألفية نویسنده : الشهيد الثاني جلد : 1 صفحه : 81
إسم الكتاب : المقاصد العلية في شرح الرسالة الألفية ( عدد الصفحات : 473)
الكلمات الموضوعة للدلالة على القدر الذي يستحضره ما يجب فيها ، وهو قصد الفعل ونيّة الاستباحة للصلاة ، أعني طلب رفع المنع من الصلاة المستندة إلى الحدث . وفي حكم استباحة الصلاة استباحة ما تتوقّف استباحته على الطهارة كالطواف ومسّ القرآن . وتعليل الفعل بكونه يوقعه لوجوبه والتقرّب به إلى اللَّه تعالى ، بمعنى موافقة إرادته ، أو طلب الرفعة عنده بواسطة نيل الثواب ، تشبيها بالقرب المكاني . وآثر هذه الصيغة لورودها في الكتاب والسنّة كثيرا ، كقوله تعالى : « ويَتَّخِذُ ما يُنْفِقُ قُرُباتٍ عِنْدَ الله وصَلَواتِ الرَّسُولِ أَلا إِنَّها قُرْبَةٌ لَهُمْ » [1] وقوله في الحديث القدسي : « ما يزال عبدي يتقرّب إليّ بالصلاة حتى أحبّه » [2] ، وقوله عليه السّلام : « أقرب ما يكون العبد إلى ربّه وهو ساجد » . [3] . وحقيقة النيّة من جميع ذلك هو القصد إلى الفعل ، واعتبرت نيّة الاستباحة والوجه لأنّ الامتثال في العبادة إنّما يتحقّق بإيقاعها على الوجه المطلوب ، ولا يتحقّق ذلك الوجه في الفعل المأتيّ به إلَّا بالنيّة لقوله تعالى : « إِذا قُمْتُمْ إِلَى الصَّلاةِ فَاغْسِلُوا وُجُوهَكُمْ » [4] ، أي لأجلها ، وفيه نظر حرّرناه في شرح الإرشاد [5] . وأما نيّة التقرّب فلا ريب في اعتبارها ، وقد قال سبحانه : « وما أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا الله مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ » [6] ، ولا يتحقّق الإخلاص إلَّا بها . وهذا الكلام وإن كان عن أهل الكتاب ، لكنه ثابت في حقّنا لقوله تعالى : « وذلِكَ دِينُ الْقَيِّمَةِ » [7] ، أي المستمرة في جهة الصواب ، كما ذكره المفسّرون [8] ، فلا يصح