وكيف كان فالعمدة هو الاخبار منها قوله عليه السّلام حين سئله الراوي عن البختج فقال عليه السّلام إذا كان حلوا يخضب الإناء فاشربه فمفهوم الشرط إذا لم يخضب فلا تشربه ومنها عن معاوية بن عمار سئلت الصادق عليه السّلام عن الرجل من أهل المعرفة بالحق يأتين بالبختج ويقول قد طبخ على الثلث وأنا اعلم أنه يشربه على النصف أفأشربه بقوله وهو يشربه على النصف فقال لا تشربه كما في نسخة الكافي وقال لا تشربه فإنه خمر كما في نسخة التهذيب أقول البختج بالخاء المعجمة بعد الباء والتاء المثناة الفوقانية وفي الآخر الجيم العصير المطبوخ وعن ابن أثير انه معرب وبالفارسية آب انگور پخته شده وكيف كان ان ضبط الرواية عن محمّد بن عمار سهو عن القلم كما عن بعض أجلة وانه معاوية بن عمار وان في سنده يونس بن يعقوب وانه فطحي وفيه كلام وكيف كان الأول مرسلة مجهولة فالسند ضعيف والثاني كذلك والأولى قد نهى عن الشرب ولا دلالة فيها على النجاسة والثانية أيضا لا يدل على النجاسة فإنه في كلاهما نهى عن الشرب واما ما في نسخة الشيخ فإنه خمر فالاعتماد على النسخة الكافي العارية عنه هو المتعين لأن الأصحاب قد غمضوا وعضّوا اخبار الشيخ كما عن الحدائق حيث قال ان اخبار الشيخ لا يخلو عن اشكال لما عرفت من أحوال الشيخ وما وقع له من التحريف والزيادة والنقصان في الاخبار وعليه فالاعتماد على الكافي فلا دلالة فيها على النجاسة ولو أغمضنا فيدور الأمر بين الزيادة والنقيصة وان شيخنا النائيني قده وإن كان يقدم أصالة عدم الزيادة كما في مسئلة قاعدة اللا ضرر من وجود لفظ في الإسلام في بعض اخبارها وخلوة في بعضها لكنه قده كان فقط يدعى ذلك ولم نعلم منه ما يدل عليه والتحقيق تساقطهما كما بيّنت في رسالتين في القاعدة اللا ضرر فالأصل يتعارضان فما عن بعض تقليده بدعوى بناء العقلاء على الترجيح كما ترى فإنه بنائهم على التعارض والتساقط واما انه من باب تعارض الخبرين فهو أمر غريب فإنه رواية واحدة بالجزم واليقين لكنه يشك في الزيادة أو النقيصة من الحافظين للآثار لا الروايتين حتى يحتاج إلى الاخبار العلاجية نعم في لفظ انه خمر

372