أخبار النجاسة مقدمة ولا بد من طرح أخبار الطهارة أولا لكون أخبار النجاسة أكثر من الطهارة وثانيا إنها أوثق منها وثالثا انها مخالف للعامة من عالم عصرهم عليهم السّلام كالربيعة الرأي في المدينة وسلاطينهم طرا ورابعا لمخالفة أخبار الطهارة مع القرآن واخبار النجاسة موافق معه وخامسا ان اخبار الطهارة مخالف مع الإجماعات واخبار النجاسة موافقة وسادسا أخبار النجاسة موافق للشهرة بناء على انها مطلقا مرجح حتى الفتوائية منها أو بناء على التعدي عن المرجحات المنصوصة واخبار الطهارة مخالف لها وقد أشرنا أن نجاستها في القرون المتأخرة لم يختلف فيه أحد من المسلمين بتمام مذاهبهم أما العامة فإن مدار دينهم على المذاهب الأربعة بقرون وفي فقه المذاهب الأربعة هم متفقون على النجاسة واما الشيعة فإنه بعد عصر المقدس قده إلى الآن لم نجد من يقول بطهارته فعليه في العصر الحاضر اتفقت الأمة على نجاستها بلا خلاف من أحد منهم ولو لا ذلك ليمكن أن يقال ان القول بالطهارة هو الأقوى من القول بالنجاسة لإمكان الخدشة في دلالة الآية وإمكان الخدشة في أكثر أخبار النجاسة إذ أغلبها هو النهى عن عدم جواز الصلاة فيه وهو أعم من النجاسة ولعله يكون مثل الغصب ومثل اجزاء غير المأكول اللحم إلى غير ذلك مع ان اخبار الطهارة أكثر من النجاسة فإن مفتاح الكرامة قده وان قال ان اخبار النجاسة أحد عشر كما أشرنا والنجاسة أكثر منها لكن لما تفحصت وجدت أخبار الطهارة أزيد من عشرين وجدانا وعليه لما ان العامة كلهم متفقون على النجاسة إلا النادر في العصر السابق فعليه فأخبار النجاسة صدر تقية ومحمولة عليها خصوصا مع تعليلات الواردة في أخبار الطهارة بأن شربه حرام ولا غير أو بان الثوب لا يسكر وأمثال ذلك ولذا ذهب شيخنا الآخوند صاحب الكفاية إلى الطهارة واستشكل أصحابه عليه بأنه إذا لم يكن نجسا فلم لا تفتي بطهارته قال من جهة عدم تجري الناس في شربه لأن أكثر الناس لا يشربونه من جهة نجاسته وابتلائهم بها فلو علموا انه طاهر ليشربه أكثر الناس فما كان يفتي بالطهارة ومن هنا انقدح قولنا من عدم وجود المخالف بعد