الأول وعليه فإنه ولد لغة وعرفا بل شرعا ولذا حرمه على فاعله وانه في اللغة والعرف ما يتكون من ماء الغير وكلما كان كذلك فهو ولد لصاحب الماء ولذلك لا يجوز تزويج الولد الزنا ويلحق به في الشبهة وفي الجذب من الأرض وغيرها والحاصل من المساحقة إلى غير ذلك فعليه فالولد الزنا ولد حقيقة لصاحب الماء لغة وعرفا وشرعا أيضا وان انقطع التوارث بينهما شرعا وعليه قبل البلوغ طاهر ومسلم تبعا وبعده مسلم وطاهر بالأصالة وان خرج من الدنيا مؤمنا يدخل الجنة كسائر المؤمنين ففي كل ذلك يكون المقتضى موجودا كما سمعت والمانع مفقود بالحس والعيان وعند العقل فلم يبق في البين شيء يمنع عن ذلك الا عدة اخبار ورد فيه فنذكرها أو لا بتمامها ثم ننظر هل فيها الدلالة ثم على فرضها يمكن التفوه بها في قبال أصول المذهب أم لا وهي على أنحاء فمنها ما يقول ولد الزنا يا رب ما ذنبي فما كان لي في أمري صنع فيناديه مناد فيقول أنت شر الثلاثة أذنب والداك فنبت عليهما وأنت رجس ولا يدخل الجنة الا الطاهر ومنها لا يدخل الجنة الا من طهر ولادته ومنها إن الله عز وجل خلق الجنة طاهرة مطهرة فلا يدخلها الا من طابت ولادته ومنها لا يبغضك يا على الا ولد الزنا بناء على ان مبغض على لا يدخل الجنة كما تكاثر به النصوص من الفريقين ومنها ان الله حرم الجنة على كل فحاش بذي قليل الحياء لا يبالي بما قال وما قيل له فإنك إذا فتشته لم تجدا لا لغية أو شرك شيطان ومنها النهى عن الغسل بغسالة الولد الزنا معللا بأنه لا يطهر إلى سبعة أبطن ومنها النهى عن الاغتسال بماء الذي اغتسل فيه الولد الزنا والناصب ومنها ان ديته كدية اليهود والنصارى ثمان مأة درهم ومنها أنه يبنى له بيت في النار ومنها ان نوحا حمل الكلب والخنزير ولم يحمل الولد الزنا ومنها انه لو كان أحد من ولد الزنا يجيء مجيء سائح بني إسرائيل ولا يقبل منه عمل والسائح كان من عباد بني إسرائيل وزاهدهم في الجبل ولما بلغ عن نبي عصره ان الولد الزنا لم يقبل منه عمل وكان من ولد الزنا المسلم عند نفسه وعند غيره فكان يركض في الجبل وينادى ما ذنبي يا رب فتلك الاخبار لأجلها اضطربت الكلمات والفتاوى لكن الأقوى كما عرفت طهارة ولد الزنا من المسلمين