هو سبب تام للكفر أم لا وبعبارة أخرى بعد الفراغ من انه موجب للكفر قد اختلفوا في انه بنحو الموضوعية أو لا بل يكون بنحو الطريقية من جهة ان إنكار ضرورة من الضروريات يكون كاشفا من إنكاره للرسالة الخاصة وعليه فلا يكون بنفسه بما هو هو موجبا للكفر فإذا فرضنا أحدا ينكر الزكاة أو الاعتكاف أو العمرة ويعتقد النبوة وما جاء به فلا يكون كافرا لكن ذلك البحث فيما لم يكن الإنكار لشبهة علمية طرء عليه كالباطنية حيث يؤولون الحج والصلاة وأمثال ذلك بفلان وفلان ولا يقولون ما يقول المسلمون به وان الخمر والزنا واللواط بفلان وفلان وفلان ولا يقولون ما يقول المسلمون أو كان قريب العهد بالإسلام إلى غير ذلك من الجهات به فهذا خارج عن الفرض في كلية مقامات الكفر وكيف كان ان في مسئلة إنكار الضروري خلاف بين الأصحاب من حيث الموضوعية أو الطريقية ففي المسئلة وجهان بل قولان لكن الحق الذي لا سبيل إلى إنكاره كما عليه المشهور انه بنفسه سبب مستقل للكفر سواء كان كاشفا من إنكار الرسالة أم لا كيف ان أغلب الموارد نشاهد إنكار الضروري مع عدم الكشف بل مع الجزم واليقين بالألوهية والرسالة وغيرهما مما يجب الإذعان ألا ترى مخالفة الشيطان طرا من أول الأمر بسجوده إلى يومنا هذا فإنه لعنه الله أنكر وجوب إطاعته الثابت شرعا وعقلا في تمام الشرائع مع الإذعان بالله ورسوله الا ترى من إنكار البلعم الباعور وجوب إطاعة موسى على نبينا مع الإذعان بنبوته الا ترى من إنكار فرعون إطاعة موسى مع الإذعان بنبوته الا ترى من إنكار اتباع فرعون وجوب إطاعته مع اليقين بنبوته كما نص به القران الا ترى إنكار علماء اليهود والنصارى وجوب إطاعة محمّد مع اليقين بنبوته كما نص به القرآن الا ترى ان الخوارج والنواصب على يقين بالألوهية والنبوة ومع ذلك صنعوا ما صنعوا فإن إبليس سمع الخطاب بلا واسطة ومع ذلك أنكر فليس إنكار الضروري راجعا وكاشفا عن إنكار أصل من أصول الإسلام لأنه أمر أعم إذ غالبا يحصل عن عناد وتكبر وعتو فهو في نفسه سبب مستقل للكفر كشف أو لا يكشف كما لا يخفى والله الهادي كما يدل عليه الاخبار أيضا نحو صحيحة القصير قال الصادق عليه السّلام ولا يخرجه إلى الكفر الا الجحود