والله الهادي وإذا تعارض النقل مع السماع عن المجتهد شفاها قدم السماع إذ مع حصول العلم الوجداني والتمكن منه لا معنى للعمل بالظن فإنه حجة عند عدم التمكن من العلم والفرض تمكنه وكذا إذا تعارض ما في الرسالة مع السماع فيقدم السماع منه على الرسالة لجهات عديدة من احتمال الرجوع عنها أو سهو المطبعة إلى غير ذلك وحصول العلم من قوله دونها وفي تعارض النقل مع ما في الرسالة قدم ما في الرسالة مع الأمن من الغلط وفي تمام الفروض لا بد أن يكون الرسالة كعين خط المجتهد كما هو الشائع في العصر الحاضر من إمضائه الرسالة تارة قبل طبعها وأخرى بعده حتى يكون مأمونا من الغلط ويكون موجبا للوثوق بها حتى يكون الرسالة طريقا عقلائيا إلى قوله وفتواه وعليه يكون طريقية الرسالة أضبط وأقوى عن غيرها فيقدم الرسالة مع انه لا يحتاج إلى القيد فجريان أصالة السلامة فيها نحو سائر الأشياء الفاسدة والصحيحة بل في تمام الأشياء بنائهم عليها فراجع إلى محله .
مسئلة 60 - إذا عرضت للمقلد مسئلة لا يعلم حكمها كالنقاء المتخلل فيما دون العشرة أو المولود الخارج من المرية لا يشبه الآدمي فهل يجب حفظه أو جاز إتلافه كما في بعض التواريخ أو نفوذ حكم الخنثى أم لا أو جواز بيع الإذاعة أم لا أو جواز معاملة التي يقال لها بيمه في الأموال والنفوس إلى غير ذلك مما يحدث له في العبادات والمعاملات والسياسات ولم يكن مرجع الوقت حاضرا عالما كان أو الأعلم لأن المدار عدم كون مرجع تقليده حاضرا سواء كان عالما أو أعلم فلا خصيصة بالأعلم في فرض المسئلة وحينئذ فإن أمكن تأخير الواقعة إلى السؤال عمن كان يجب عليه المراجعة إليه فقد وجب ذلك التأخير لتوقف الإطاعة على المعرفة وانها منحصرة بالسؤال وانه في الحال غير ميسور فوجب التأخير والا أي وان لم يكن من التكاليف الموسعة بل انها من التكاليف المضيقة وحينئذ فإن أمكن الاحتياط تعين إذا قلنا بجواز الاحتياط للعامي مع التمكن عن التقليد وهو باطل عند الماتن قده وعند المشهور وعليه لم يعلم وجه لتأخر الاحتياط عن التقليد مع انه قال في أول الكتاب انه مخير بين التقليد أو الاحتياط

99