فصل في كيفية تنجس المتنجسات خلاف بين الأعلام ( قده ) في انه هل هو بالسراية أو بالتعبد قد تعرضها الأستاذ النائيني ( قده ) في الأصول في باب العلم الإجمالي وفيه قولان والمشهور على الأولى ولذا قال الماتن ( قده ) ويشترط في تنجس الملاقي للنجس أو المتنجس أن يكون فيهما أو في أحدهما رطوبة ولكن يشترط فيهما أيضا أن تكون مسرية فإذا كانا جافين لم ينجس إجماعا بقسميه عليه كما عن جماعة كثيرة من الشيخ والهمداني والجواهر والعلامة وغيرهم ( قده ) ونصوصا فوق الاستفاضة منها رواية ابن بكير قلت لأبي عبد الله عليه السّلام الرجل يبول ولا يكون عنده الماء فيمسح ذكره بالحائط فقال عليه السّلام كل شيء يابس ذكي والمراد إن رأس الذكر إذا يبس بالحائط فلا يكون منجسا لشيء من الثياب وغيره حتى إذا وجد الماء فليغسله لا انه طاهر حتى لا يحتاج إلى التطهير إلى غير ذلك من الاخبار الكثيرة الواردة في النجاسة المختلفة من الكلب والخنزير والمنى والعذرة وغيرها حتى في الوسائل انعقد لها بابا على حدة نحو رواية بقباق قال أبو عبد الله إذا أصاب ثوبك من الكلب رطوبة فاغسله وان أصابك جافا فاصبب عليه الماء ورواية محمّد بن مسلم ان أبا جعفر عليه السّلام وطي على عذرة يابسة فأصاب ثوبه فلما أخبره قال عليه السّلام ا ليس هي يابسة قال بلى فقال لا بأس هذا مضافا إلى أصل انصراف أدلة وجوب الاجتناب عن النجس إلى الرطوبة فلا يشمل الجافة ولا أقلّ من الشك فيرجع إلى الأصول من الحكم بالطهارة نعم ان بعضهم زعم أنه يجب الاجتناب في ملاقي الميتة ولو كانت جافّة لكنه كما ترى لا وجه له ولا دليل عليه وتقدم عنّا في باب الميتة في أنها كسائر النجاسات لا يوجب النجاسات وعليه فالنجاسات الجافّة لا تنجس وإن كان الشيء ملاقيا للميتة جافّة كملاقاة سائر النجاسات لكن من جهة فتوى بعضهم بنجاسة ملاقي الميتة مطلقا فعليه ان الأحوط غسل ملاقي ميت الإنسان قبل الغسل وإن كانا جافين أي الماسح والممسوح ولا بأس به فإنه حسن في كلّ مورد خاصة في ميتة الإنسان لورود النصّ به المحمول على الندب وكذا لا ينجس إذا كان فيهما أي الملاقي والملاقي أو في أحدهما رطوبة غير مسرية

425