إذ هي تعاد الحلية لا نجاسة العرضية في بدنه ولا يتوهم انه من زوال العين المطهر للحيوان لكون المفروض بقائه جافا فكيف يأمر الشارع بأكل لحمه مع نجاسة الموجودة فيها جافا مضافا بأن صحيحة هشام من قوله عليه السّلام لا تأكلوا لحوم الجلَّالة وان أصاب من عرقها شيء فاغسله ومرسلة الفقيه نهى ركوب الجلالات وشرب ألبانها وان أصاب ثوبك من عرقها فاغسله مما لا يقول بمضمونها أحد من أصحابنا ( فحينئذ ) فالقول في الإبل خاصة يوجب تخصيص الأكثر المستهجن وعود الضمير إلى بعض إفرادها استخدام ينافي مع أصالة الحقيقة وقد انقدح عما ذكرنا ضعف دلالة حسنة رواية البختري أو صحيحتها من قوله عليه السّلام لا تشرب من ألبان الإبل الجلالة وان أصاب من عرقها فاغسله فلا بد من حمل الأمر على الندب لعدم مقاومتها مع ذهاب نوع الأصحاب إلى الطهارة مضافا إلى الشهرة المهمة بل الإجماع وعمومات الطهارة وأصولها مع ان الذين نسب إليهم القول بالنجاسة غير معلوم كالكليني والصدوقين إذ نقل المحدث رواية في كتابه لا يدل على انه يفتي بها كما نص به الشيخ الأنصاري في باب فورية القضاء في ملحقات المكاسب لان شأنهم نقل ما وصل إليهم كما لا يخفى ولذا قد عرفت ان القول بالنجاسة نسب إلى الشيخ فقط وانه متروك وأعظم الشاهد انهم لم يذكروها في تعداد النجاسات في متون الفقه لا القدماء ولا المتأخرين ولذا ان المختلف المعد لنقل الخلاف لم يعد من نسب إليهم القول بالنجاسة بل ظاهره هو القول بعدم النجاسة فالأقوى طهارة عرق الإبل الجلالة على كراهة فضلا عن عرق غيرهما من سائر الجلالات وإن كان الاجتناب حسنا على الأحوط خصوصا في الإبل لما عرفت من ذهاب جماعة من الإفتاء بالنجاسة بل نسبوا إلى الشهرة كما عن بعض ولظهور الروايات المذكورة في النجاسة فإنه خير سبيل وخير الزاد .
مسئلة 1 - قد اختلف الأصحاب رضوان الله عليهم أجمعين في طهارة المسوخات ونجاستها على أقوال كما انهم قد اختلفوا في عددها أيضا على أقوال كما قد اختلفوا أيضا في هلاكهم بعد ثلاثة أيام وان الله عز وجل اسمه خلق أشباحهم في وجه الأرض عبرة للعباد في تمردهم أو هم الباقون في وجهها بالتوليد والتولد على

400