غسل المنتوف من رطوبات الميتة إذ انها نجس العين ومع الرطوبة ينجس كل عين طاهرة بالملاقاة معها كما لا يخفى ويلحق بالمذكورات الإنفحة وهي بكسر الهمزة وفتح الفاء مخففة أو مشددة في الحاء قد اختلف كلام أهل اللغة فيها في لفظها فهي إنفحة أو منفحة خفيفا أو ثقيلا اختلافا شديدا وفي معناها أيضا بأنه اسم للظرف أو المظروف أو كلاهما اختلافا عظيما واضطربت كلماتهم على نحو لا يمكن الجمع بينها وان بسبب ذلك أيضا اختلف كلمات الأصحاب أيضا مع انه لا وجه له بعد ما قررنا في الأصول بعدم اعتبار أقوالهم وان الظن الحاصل منها باق في تحت أصالة الحرمة وعليه لا وجه لتعقيبهم قدس الله أسرارهم لحمل كلماتهم وتحصّل الصحيح منها فلا بد من ملاحظة كلمات الأصحاب وملاحظة الأخبار الواردة فيها فأقول أنه يظهر من الماتن تردده في كونها اسم للظرف أو المظروف أو كلاهما إذ لو كان اسما للمظروف فقط فلا وجه حينئذ للإلحاق بل هو شيء لم تحله الحياة لأنه بناء عليه لبن جامد ومن البديهي لا تحله الحياة فيكون كسائر الأشياء التي لا تحله الحياة وذلك واضح إلى النهاية ثم أنهم وإن اختلفوا في هويته لكن الأقوى عندي انه اسم للظرف والمظروف معا لأنه على كل حال هو الذي يصنع منه الجبن وعليه ان في الكرش قطعة في الداخل فهي طبقات بعضها فوق بعض وتلك القطعة منها يؤخذ بصناعة الجبن حتى مما يرعى حيا من الغنم المسن وعلى كل حال أيضا لا يأخذون مطلقا الكرش لصنعة الجبن ولو قبل الرعي بل يؤخذ تلك القطعة كما يؤخذ من الحمل والجدي الرضيع الماء الأصفر الجامد وانه كاللبّاء ولكن على لونها فنحن شاهدنا وسئلنا عن أهل صناعة الجبن فإنهم أجابوا أنهم يصنعون من كلاهما وعليه لا شيء أعظم من الحسن ولعل من جهة ان البلاد أن يختلف حالها لونا اختلف اللغة والكلمات تابعهم في شرح المفهوم وانه بلسان الفرس يقال لها ( مايه پنير ) وكيف ما كان على إجمال معناه الذي قد عرفت عدم الإجمال فيه انها طاهرة مطلقا قلنا بأنه اسم للظرف أو المظروف أو كلاهما غاية الأمر لو كان اسما للمظروف فلا يحتاج إلى دليل وراء ما دل على طهارة ما لا تحله الحياة و