نام کتاب : المسح في وضوء الرسول ( ص ) نویسنده : محمد الحسن الآمدي جلد : 1 صفحه : 88
قال شمس الحق في شرحه على سنن أبي داود : واعلم أن الحديث وإن كان رواته كلهم ثقات لكن فيه علة خفية اطلع عليها البخاري ، وضعفه لأجلها [1] . أقول : ليس لضعف الحديث علة ، لا خفية ولا جلية إلا مخالفته لرأي البخاري . وليس هذا الأسلوب جديدا من ابن إسماعيل البخاري فإن من عادته طرح الصحاح من الروايات والتبديل في العبارات والإسقاط في الكلمات فيما يخالف مذهبه ، فإنه كان يعلم بأن أئمته يقولون : الغسل هو الإسالة والمسح هو الإصابة . فما في هذا الخبر ليس غسلا ، ولا يجوز المسح على النعل العربي بدل الخف ، فأراد التخلص من هذا الخبر ب ( لا أدري ) ، بل هو يدري ، ولا بد أنه رأى أحاديث مسح القدم المستفيضة ، ولكنه لا يدري كيف يوافق مذهب أهل البيت ( عليهم السلام ) : فإن كنت لا تدري فتلك مصيبة * وإن كنت تدري فالمصيبة أعظم 5 - قال البيهقي : أخبرنا أبو بكر محمد بن الحسن بن فورك : أخبرنا عبد الله بن جعفر : حدثنا يونس بن حبيب : حدثنا شعبة أخبرنا عبد الملك بن ميسرة قال : سمعت النزال بن سبرة يقول : صلى علي ( رضي الله عنه ) الظهر في الرحبة ، ثم جلس في حوائج الناس حتى حضرت العصر ، ثم أتي بكوز من ماء فصب منه كفا فغسل وجهه ويديه ، ومسح على رأسه ورجليه ، ثم قام فشرب فضل الماء وهو قائم [2] . قال النسائي : أخبرنا عمرو بن يزيد قال حدثنا بهز بن أسد قال : حدثنا شعبة عن عبد الملك بن ميسرة قال : سمعت النزال بن سبرة قال : رأيت عليا ( رضي الله عنه ) صلى الظهر ، ثم قعد لحوائج الناس فلما حضرت العصر أتي بكوز من ماء فأخذ منه كفا فمسح به وجهه وذراعيه ، ورأسه ورجليه ، ثم أخذ فضله ، فشرب قائما ، وقال : " إن أناسا يكرهون هذا ، وقد رأيت رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) يفعله ، وهذا وضوء من لم يحدث " [3] .