نام کتاب : المسح في وضوء الرسول ( ص ) نویسنده : محمد الحسن الآمدي جلد : 1 صفحه : 135
مراحل التحريف في ذلك الخبر ، فهذه آخر مرحلة من مراحل التحريف فيه ، فبعد أن اكتسب المحرفون المهارة والتجارب من المراحل القبلية ، حرفوها بشكل كامل . فراجع الخبر بأسانيده كي يتضح لك الأمر . وأما بالنسبة إلى خبر المغيرة بن شعبة ، فلا شك أنه كان قبل نزول المائدة ، لأن القصة كانت في غزوة تبوك [1] . وأما بالنسبة إلى خبر سعد ، فسترى إنكار عمار بن ياسر عليه ثم المحاكمة إلى عمر بن الخطاب وحل المشكلة من قبل أمير المؤمنين ( عليه السلام ) كما في خبر ، وإنكار عبد الله بن عمر عليه ثم المحاكمة إلى الخليفة وحل المسألة من قبل عبد الله بن عباس ( رضي الله عنه ) ، كما في خبر آخر . وأما بالنسبة إلى خبر بلال ، فلا يبعد أن يكون عدم نزع النبي ( صلى الله عليه وآله ) لخفيه ومسحه على قدميه فيهما ، وبعد بلال منه سببا لتوهم بلال أنه يمسح على خفيه كتوهمه في المسح على العمامة ، كما قال جابر ( رضي الله عنه ) : ( رأيت رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) حسر العمامة عن رأسه ومسح على ناصيته ، وكان بلال بعيدا منه ، فظن أنه مسح على العمامة حين لم يضعها عن رأسه ) [2] . وأما على العموم ، فنقول : أولا : إن جميع أخبارهم في المسح كان قبل نزول المائدة ، لأنه قد ثبت عن أمير المؤمنين ( عليه السلام ) وابن عباس ( رضي الله عنه ) وعائشة وغيرهم أن النبي ( صلى الله عليه وآله ) ما مسح بعد ما أنزلت المائدة ، كما يأتي عن قريب . وثانيا : لا يبعد أن يكون النبي ( صلى الله عليه وآله ) مسح على خفيه لأجل إزالة الغبار منهما . ويؤيده ما رواه مسلم عن المغيرة بن شعبة ، قال : كنت مع النبي ( صلى الله عليه وآله ) . . . فتوضأ وضوءه للصلاة ، ثم مسح على الخفين [3] . فإن ظاهر الخبر أن المسح كان بعد إتمام