نام کتاب : المسح في وضوء الرسول ( ص ) نویسنده : محمد الحسن الآمدي جلد : 1 صفحه : 128
بعض أهل السنة ممن لم يميز الصحيح والسقيم من الأخبار ، بلا تحقيق ولا سند ، واتسع الخرق على الراقع ) . يريد المحقق البغدادي أن ينتصر لمذهبه بدل الحجة والبرهان بهرير القلم واللسان ، فيظن أن إنكار المسلمات ، ورمي المخالفين بالقذائف ، ونسبة الكذب والزور إليهم بلا سند يكفي لإثبات مذهبه . فكيف تكون نسبة المسح أو الجمع أو التخيير إلى هؤلاء المذكورين كذبا وزورا وبهتانا وافتراءا من الشيعة ، وقد رأيتم المصادر التي نقلنا آراءهم منها لأكابر أهل مذهب الآلوسي ، ومن بينهم إمامه الفخر وابن جرير الذي قال في حقه : ( هو من أعلام أهل السنة ) ؟ فهل هؤلاء الذين يقول الآلوسي عنهم : ( ممن لم يميز الصحيح والسقيم من الأخبار ) ؟ . قال في ( المنار ) : ( أقول : إن في كلامه يعني الآلوسي - عفا الله عنه - تحاملا على الشيعة وتكذيبا لهم في نقل وجد مثله في كتب أهل السنة كما تقدم . والظاهر أنه لم يطلع على تفسير ابن جرير الطبري ، وقد نقلنا بعض رواياته ونص عبارته في الراجح عنده آنفا ) [1] . ثم يقول الآلوسي : ( ولعل محمد بن جرير القائل بالتخيير هو محمد بن جرير بن رستم الشيعي ) . ولكن ألا يعرف الآلوسي أنه لا يوجد في العالم شيعي يتردد في حكم الرجلين ، مع تواتر الأخبار عن أئمته ( عليهم السلام ) ؟ أو ظن مفتي بغداد أن المشكلة ستحل ب ( لعل ) ؟ . ثم يستمر الآلوسي في تحقيقه ( الذي تبتهج به الخواطر والأذهان ) على حد قوله ، فينقل أخبارا في المسح عن رواة الشيعة ، ثم يقول : ( ومن وقف على أحوال رواتهم لم يعول على خبر من أخبارهم ) .