قال ابن كثير : ولست أدري على م يحمل هذا الخوف ، من أي جهة كان ؟ [1] . وعن سعيد بن المسيب ، قال : اجتمع علي وعثمان بعسفان وكان عثمان ينهى عن المتعة أو العمرة ، فقال علي : ما تريد إلى أمر فعله رسول الله تنهى عنه ؟ فقال عثمان : دعنا منك ! قال : لا أستطيع أن أدعك مني ، فلما رأى علي ذلك أهل بهما جميعا [2] . وعن مروان بن الحكم قال : شهدت عثمان وعليا وعثمان ينهى عن المتعة وأن يجمع بينهما ، فلما رأى علي أهل بهما : لبيك بعمرة وحجة معا ، قال : ما كنت لأدع سنة النبي ( صلى الله عليه وآله ) لقول أحد . وفي لفظ النسائي . . . فقال عثمان : أتفعلها وأنا أنهى عنها ؟ فقال علي : لم أكن لأدع سنة رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) لأحد من الناس . وفي أخرى : لقولك . قال ابن القيم بعد إيراد الأحاديث الآنفة : فهذا يبين أن من جمع بينهما كان متمتعا عندهم ، وأن هذا هو الذي فعله رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) وقد وافقه عثمان أن رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) فعل ذلك لما قال له : ما تريد إلى أمر فعله رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) تنهى عنه . لم يقل له . لم يفعله رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ولولا أنه واقفه على ذلك لأنكره ، ثم قصد علي موافقة النبي ( صلى الله عليه وآله ) والاقتداء به في ذلك وبيان أن فعله لم ينسخ فأهل بهما جميعا تقريرا للاقتداء به و متابعة للقرآن والسنة نهى عثمان متأولا . انتهى [3] . وعلى الرغم من تشدد عثمان أنه فلقد كان علي ( عليه السلام ) يجاهر بمخالفته ، وذلك من
[1] تاريخ ابن كثير 5 / 137 . [2] صحيح مسلم : 897 ، صحيح البخاري 1 / 190 باب التمتع والإقران ومسند الطيالسي 1 / 16 ومسند أحمد الحديث 1146 وسنن البيهقي 5 / 22 ومنحة المعبود 1 / 210 باب ما جاء في القرآن الحديث 1005 وراجع شرح معاني الآثار 1 / 371 وزاد المعاد 1 / 218 فصل في حجة بين الحج والعمرة وص : 220 ابن كثير 5 / 129 . [3] زاد المعاد 1 / 218 .