إسم الكتاب : القصاص على ضوء القرآن والسنة ( عدد الصفحات : 458)

وإذا قيل زيد أسد أو كالأسد فهو من التشبيه ، فقولنا : عمد الصبي خطأ ، أي كخاطئه ، وحينئذ فيه المشبّه والمشبّه به ووجه الشبهة ، فالمشبه هو العمد والمشبّه به هو الخطأ ، واما وجه التشبيه ففي علم المعاني والبيان على أربعة أقوال فقيل وجه الشبهة هو تمام الأوصاف التي قابلة للاشتراك ، وقيل خصوص الأوصاف الظاهرة كالشجاعة في زيد كالأسد ، وقيل القدر المتيقن من الأوصاف ، وقيل مجمل لا يعلم تفصيله ، وما نحن فيه لم يكن تمام الأوصاف ، بل نقول بالصفة الزائدة الظاهرة وهي عدم القصاص فلا قصاص على عمد الصبي .
وأما قول شيخ الطائفة الشيخ الطوسي قدس سره بأنه يقاد من الصبي لو بلغ عشر سنوات ، فان الشيخ كثيرا ما يتمسك بالإجماع إلا أنه من الاتفاق لا بالمعنى المصطلح الكاشف عن قول المعصوم عليه السلام ، فإنه يدّعي إجماعا في كتاب ويخالفه في الكتاب الآخر ، وقد جمع الشهيد الأول إجماعات الشيخ ومخالفتها في كتاب ، فلا تنفع إجماعاته حينئذ ، ويبقى تمسكه برواية مرسلة

401