نام کتاب : الفوائد الطوسية نویسنده : الحر العاملي جلد : 1 صفحه : 270
فينبغي القطع بأن أكثر المطالب قد تجاوزت حد التواتر اللفظي والمعنوي أو كليهما وخصوصا الخطب المروية عن النبي وعلى عليهما السّلام فإنهما ما خطبا قط في حضور جماعة أقل من عدد التواتر وأن ما كان متواترا الآن كان كذلك في أول إسناده ووسطه غالبا وان ما سواه نادر والا لكان سوء ظن منّا بهم ( ع ) . وانظر إلى الحديث المشهور بين الفريقين انه عليه السّلام في أواخر عمره قال مرارا متعددة في المسجد وعلى المنبر وغير ذلك في حضور ألوف من المسلمين ألست قد بلغت ما أرسلت به إليكم قالوا بلى قال اللهم فاشهد وكان الذين قالوا بلى يزيدون على عدد التواتر فلو لا أنهم علموا ذلك وسمعوا أكثر الأحكام أو كلها لما قالوا بلى وشهدوا له مع ان كثيرا منهم كانوا منافقين معاندين لكن لم يقدروا على الإنكار لأنه كان صار عندهم ضروريا متواترا والعجب من ينكر التواتر في أحاديث الأئمة ( ع ) يعترف بتواتر مؤلفات الإمامية والعامة أيضا وتواتر آثار علماء الفريقين ومذاهبهم وأكثر أحوالهم مع ان الداعي إلى نقل آثار النبي والأئمة ( ع ) أقوى والاعتناء بنقلها أعظم وهذا واضح لو لا الشبهة والتقليد . واعلم ان بعض المتعصبين من المقلدين اعترض هنا بما نقله الشيخ حسن في إجازته من ان الإجازات مع كثرتها انحصرت في الشهيد الثاني ثم في الشهيد الأول ثم في الشيخ الطوسي وان كل من تأخر عن أحد الثلاثة لم يرو الا عنه الا نادرا . وأجبته بان انحصار الإجازة لا يستلزم انحصار نقل الكتب والأحاديث فإنه غير موقوف عليها كنقل القرآن نعم هؤلاء الثلاثة لجلالتهم في زمانهم طلب كل واحد من معاصريهم من شركائهم في الدرس والرواية والإجازة منهم وقد كان في زمان كل واحد من العلماء والفضلاء والرواة ألوف كثيرون من مشايخهم وتلامذتهم وشركائهم والتتبع دال عليه . ولقد كلمني بعض الناس الذين غلب عليهم الوسواس وصرفوا أكثر أعمارهم في العلوم الفاسدة التي اخترعها العامة ولم يصرفوا من أعمارهم في تتبع آثار النبي
270
نام کتاب : الفوائد الطوسية نویسنده : الحر العاملي جلد : 1 صفحه : 270