responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الفوائد الطوسية نویسنده : الحر العاملي    جلد : 1  صفحه : 149


معاشر شيعتي احذروا فقد عضتكم الدنيا بأنيابها : خص شيعته المضافين إلى نفسه لزيادة الاعتناء بشأنهم وصلاح حالهم وكونهم المتأهبين للامتثال المنتفعين بصالح الأقوال والأعمال وحذرهم من الدنيا والغفلة فيها وعرفهم انها تمكنت منهم وعضتهم بأنيابها فأشرفت على إتلافهم وإهلاكهم وقد شبه الدنيا بالحية وأثبت لها الأنياب والعض على سبيل الاستعارة بالكناية والتخييلية والترشيحية .
تختطف منكم نفسا بعد نفس كدأبها : الخطف والاختطاف الاستلاب أي الأخذ بسرعة والد أب الشأن والعادة والجد والمعنى كما هي عادتها مع غيركم من قبلكم وفي منزلكم أو مطلقا .
وهذه مطايا الرحيل قد أنيخت لركابها : كناية عن قرب المعرف وسرعة الانتقال من الدنيا إلى الآخرة .
ألا إن الحديث ذو شجون : أي فنون وأغراض وشعب يعنى له محامل ومعان شتى وفيه مطالب مختلفة وكثيرا ما يراد به غير الظاهر وقد يراد به الظاهر وغيره .
فلا يقولن قائلكم ان كلام علي متناقض : حيث ان كثيرا من كلامه في ذم الدنيا وبعضه في مدحها كخطبة المشهورة وغير ذلك من كلامه المتعلق بالمواعظ وردع الناس عن الإفراط ولتفريط في كل شيء واحتجاجه على جماعة تركوا الدنيا بالكلية ونهيهم عن ذلك ونحو كلامه في المكروهات والمستحبات .
فقد رويت عنه أحاديث في مثل ذلك تارة بالأمر وتارة بالنهي وأخرى بالتخيير ومرّة بالترغيب ومرة بإذن في الترك بحسب ما يقتضيه الحال من تقرير الشريعة وردع الناس عن الإفراط والتفريط وكذا ورد عن أبنائه ( ع ) بل أكثر كلامهم الذي ظاهره الاختلاف مخصوص بنحو ذلك لا يكاد يخرج عنه الا إلى التقية كما يظهر بالتتبع .
لان الكلام عارض : يقال عرض الشيء بدأ وظهر ، أي أنه يأتي من المتكلم بحسب ما يبدو له من حال المخاطب ومن المطالب والأغراض من المدح والذم

149

نام کتاب : الفوائد الطوسية نویسنده : الحر العاملي    جلد : 1  صفحه : 149
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست