responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الفوائد الطوسية نویسنده : الحر العاملي    جلد : 1  صفحه : 146


ولشربت ماء الزلال برقيق زجاجكم . الزلال كغراب سريع المرّ في الحلق والبارد والعذب الصافي السهل السلس ، والزجاج معروف مثلث الزاي وصانعه الزجاج وبائعه الزجاجي وقد ذكر الملابس والمآكل والمشارب لأنها أعم الشهوات واللذات المقصودة للعقلاء في الجملة وترك المناكح إذ لم يكن تاركا لها ولان الشرع ورد بالترغيب في المباح منها لبقاء النسل وتكثير الأمة ودفع الشهوة الداعية إلى الحرام وغير ذلك من المصالح المهمة فكان التزهيد فيها منافيا للحكمة ولكني أصدق اللَّه جلت عظمته حيث يقول : « مَنْ كانَ يُرِيدُ الْحَياةَ الدُّنْيا وزِينَتَها نُوَفِّ إِلَيْهِمْ أَعْمالَهُمْ فِيها وهُمْ فِيها لا يُبْخَسُونَ أُولئِكَ الَّذِينَ لَيْسَ لَهُمْ فِي الآخِرَةِ إِلَّا النَّارُ » [1] .
فيه تعريض بالمخاطبين حيث يريدون الدنيا والآخرة وإشارة إلى أنهما لا يجتمعان على وجه الكمال بل لا بد من دخول نقص في إحديهما أو فيهما وهذا وأمثاله ذم الدنيا المحرمة أو لما زاد عن أقل الكفاية مطلقا ولعله يفهم من لفظ الزينة هنا فان ما لا يزيد عليه من الحلال مأمور بطلبه بل تحصيله واجب فهو من العبادات وبهذا الاعتبار يجمع بين ما ورد من الاخبار من النهى والأمر والذم والمدح أو يقال ان مطلق الدنيا المباحة إنما أمر بطلبها ورغب في تحصيلها كما في كتاب التجارة وغيره لتكون وسيلة إلى تحصيل الثواب وفعل الخير ومعونة على العبادة والعلم وبهذا الاعتبار هي من قسم الآخرة كما ورد التصريح به ويحمل الذم على ما كان المراد منه مجرد الجمع والتلذذ والتنعم ونحو ذلك من الأغراض الفاسدة .
فكيف أستطيع الصبر على نار لو قذفت بشررة . وهي ما يتطاير من النار .



[1] هود - 11

146

نام کتاب : الفوائد الطوسية نویسنده : الحر العاملي    جلد : 1  صفحه : 146
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست