( الثاني ) : ظاهر صحيح محمد بن مسلم السابق أن شق السمع والبصر وترتيب الجوارح بعد خلقة العظام ، وظاهر معتبرة ابن الجهم أن خلق ما يتحقق به الذكورة والأنوثة بعد تمام أربعة أشهر ، وهذا ينطبق على سابقه نوع انطباق . وظاهر صحيح زرارة أن شق البصر والسمع وجميع الجوارح وجميع ما في البطن - أي بطن الجنين ظهرا - انما هو حين نفخ الروح فيه ، أي كل ذلك بعد أربعة أشهر ، وكل ذلك مخالف لما يقوله الأطباء كما ستمر أقوالهم بك بعد ذلك ، فإن ثبت أقوالهم بالحس أو القطع فلا بد من تأويل هذه الظواهر أو ردها إلى من صدرت عنه ، فإن التأويل الخارج عن المتفاهم العرفي كلفة لم نؤمر بها . ( الثالث ) : مر في الحاشية دعوى بعض الأطباء أن العظام تبدء في التكون في الأسبوع الخامس ( 35 يوما بعد الحمل ) ، فان صح فهو ينافي الأحاديث جزما . الأقاويل حول تطور الجنين 1 - قال بعض الكتاب : في الأسبوع الثالث يتكون أول ظواهر الرأس والقلب ثم يتكون في جانب الجنين شئ مدور متصل بسرة الجنين ، وذلك الشئ هو الذي يأخذ عصارة الغذاء والماء والهواء التي تستفيد منها الام بواسطة أجهزتها ويعطيها للجنين ، ومن الأسبوع السادس يتكون حول الجنين ثلاثة حجابات لحفظه عن الهواء والماء والنور وغيره ، ولعله المراد بقوله تعالى : ( في ظلمات ثلاث ) [1] .