ولادات السفاح إلى الولادات الحلال زيادة كبيرة . . . مما يدل على أن لب القضية هو تفشي الإباحة الجنسية [1] . إذا علمت ما حكاه الأطباء المسلمون الخبراء حول الاجهاض وبعض حالات الجنين فهنا مطالب لا بد من ذكرها : ( المطلب الأول ) حول نظر الدين في حالات الجنين . 1 - قال الله تعالى : ( يا أيها الناس إن كنتم في ريب من البعث فإنا خلقناكم من تراب ثم من نطفة ثم من علقة ثم من مضغة مخلقة وغير مخلقة [2] لنبين لكم ونقر في الأرحام ما نشاء إلى أجل مسمى ثم نخرجكم طفلا . . . ) ( الحج 5 ) 2 - وقال تعالى : ( ولقد خلقنا الانسان من سلالة من طين ثم جعلناه نطفة في قرار مكين ثم خلقنا النطفة علقة فخلقنا العلقة مضغة فخلقنا المضغة [3] عظاما فكسونا العظام لحما ثم أنشأناه خلقا آخر [4] فتبارك الله أحسن الخالقين ) ( المؤمنون 12 - 14 ) .
[1] ص 246 الانجاب في ضوء الاسلام . [2] ونقل في مجمع البيان في تفسيره وجهين ، أولهما : تامة الخلق وغير تامة . وثانيهما مصورة وغير مصورة وهي ما كان سقطا لا تخطيط فيه ولا تصوير . أقول الثاني يرجع إلى الأول كما في الميزان أيضا لكن هذا التفسير بكلا وجهيه بعيد عن سياق الآية كبعد خبر سلام المروي في الكافي في تفسير الآية عن سياقها . [3] لعل المراد : من المضغة عظاما . وليس المراد أن المضغة بتمامها تصير عظاما . [4] قيل المراد به نفخ الروح . وقيل نبات الشعر والأسنان واعطاء الفهم ، وقيل الذكورية والأنوثية كما في المجمع والأول هو الصحيح للنص الصحيح ( ص 285 ج 10 التهذيب ) الآتي ولأن تعلق الروح بالجسد من أهم مراحل خلقة الانسان ولولا إرادته من هذه الجملة ( ثم أنشأناه خلقا آخر ) لزوم اهماله في القرآن وهو بعيد غاية البعد . وعلى كل قيل أن النطفة الماء القليل أو مطلق الماء والعلقة القطعة من الدم الجامد والمضغة القطعة من اللحم الممضوغة .