responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الفقه والمسائل الطبية نویسنده : الشيخ محمد آصف المحسني    جلد : 1  صفحه : 54


بقي شئ وهو أن عوام المسلمين يزعمون أن الروح لا تأمر بالشر بل تأمر بالخير دائما وأما النفس فهي تأمر بالخير والشر ، ولعل وجه هذا الزعم أن القرآن أسند الشر إلى النفس ولم يسنده إلى الروح ، لكن القرآن لم يفصل القول في الروح الانسانية كما عرفت ، وما تقدم من الأحاديث المعتبرة يكفي في ضعف الزعم المذكور . وبالجملة : هما مفهومان لمصداق واحد كما عرفت .
* * وأما الكلام في الجهة الثالثة - وهي دلالة العلم على وجود الروح - فهو طويل نقتصر فيه هنا على كلام بعض الفضلاء فقط حتى لا يطول بنا المقام :
والمادة التي يتكون منها الدماغ هي عين المادة التي تنشأ منها بقية أعضاء الجسد ونوع الحياة الذي يتسبب في نشؤ الجميع واحد ، فان أصل الجنين خلية واحدة ثم تتكثر ، وعليه يلزم ان تكون الوظائف التي تقوم بها مختلف أعضاء الجسم من جنس واحد دون اختلاف تخصصاتها ، وهي وظائف غير إرادية ولا فكرية ، لأنها اللارادة ، ويستحيل بحسب سنن الكون وموجوداته ان يتولد - بصورة آلية - المريد غير المريد والمفكر من غير المفكر . وما قيل من أن الإرادة والفكر والشعور وغيرها من الأنشطة الانسانية الاختيارية انما تنشأ من الدماغ نتيجة تفاعلات كيميائية وفيزيائية ، غير صحيح ، فان كل تفاعل لابد له من عامل فهو ان كان خارجيا يلزم استناد إرادته وأفكاره ومشاعره المختلفة غير اختيارية له ، مع أن الماديين لم يستطيعوا - ولن يستطيعوا - ولا مرة واحدة ان يضعوا العناصر والمركبات في أنابيب الاختبار ثم يدفعونها بالتأشيرات المعنوية بدلا من العوامل المادية المعهودة .

54

نام کتاب : الفقه والمسائل الطبية نویسنده : الشيخ محمد آصف المحسني    جلد : 1  صفحه : 54
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست