وان كان داخليا فما هو ؟ هل هو مجرد احتكاك الخلايا والأعصاب أم هو مجرد وصول الدماء إلى عروق الدماغ أم هو شئ آخر ؟ فليكن أي شئ فلماذا تتحدد ، وتختلف نتائج ذلك التفاعل الكيميائي المزعوم باختلاف الأشخاص من جهة ، وباختلاف الأزمان والساعات والأحوال في الشخص الواحد من جهة أخرى ؟ . ان محتويات الأدمغة واحدة في الأشخاص والأزمان وأنشطتهما المادية واحدة فلماذا تتعدد اذن نتائج التفاعلات التي تحدث فيها ؟ فتتعدد الأفكار وتتعدد المشاعر والأحاسيس وتعدد الاكتشافات وتتعدد المواهب عند الأشخاص بل وتعدد عند الشخص الواحد في ساعتين . . . ، أقول : ولا تفسير له سوى الاقرار بوجود الروح . . . [1] انتهى ما أردنا نقله . واعلم أن الاعتقاد بوجود الروح لا ينقص من أهمية المخ وعظم عمله فلا تغفل ، ويقول طبيب مسلم ان كثيرا من العلماء ذكروا ان المظاهر النفسية كالوعي والادراك والانفعال والذاكرة والقدرة على التعلم والاحساس النهائي للذة والألم وكل هذه المظاهر النفسية لم يثبت علميا إلى الآن ان مراكزها النهائية موجودة في خلايا المخ . والحقيقة اننا نتعلم الطب حسب المدرسة الغربية التي ينفصل عندها العلم عن الدين ، فهي ترى ان المظاهر النفسية عبارة عن تفاعلات كيمياوية معقدة تحدث داخل خلايا المخ وهذا أمر لم يثبت علميا للآن [2] . أقول ولتأثير الروح والمخ وأهميته كلتيهما لنضرب مثلا ونشبه
[1] ص 127 إلى ص 131 رؤية اسلامية لزراعة بعض الأعضاء البشرية نقلنا عنها بعض القليل مع الاختصار . [2] ص 86 نفس المصدر .