بالقياس إلى المعلوم الذي في الخارج ، وأما هذه الصورة العلمية الموجودة عند القوة فهي واحدة ثابتة بسيطة في نفسها ألبتة ، ولا يمكن أن يقال للامر الذي هذا شأنه : إنه مادي لفقده أوصاف المادة العامة . فقد تحصل من جميع ما ذكرنا أن الحجة التي أوردها الماديون من طريق الحس والتجربة إنما ينتج عدم الوجدان ، وقد وقعوا في المغالطة بأخذ عدم الوجود ( وهو مدعاهم ) مكان عدم الوجدان ، وما صوروه لتقرير الشهود النفساني المثبت لوجود أمر واحد بسيط ثابت تصوير فاسد لا يوافق لا الأصول المادية المسلمة بالحس والتجربة ولا واقع الامر الذي هو عليه في نفسه . وأما ما افترضه الباحثون في علم النفس الجديد في أمر النفس وهو أنه الحالة المتحدة الحاصلة من تفاعل الحالات الروحية من الادراك والإرادة والرضا والحب وغيرها المنتجة لحالة متحدة مؤلفة ، فلا كلام لنا فيه ، فإن لكل باحث أن يفترض موضوعا ويضعه موضوعا لبحثه ، وإنما الكلام فيه من حيث وجوده وعدمه في الخارج والواقع مع قطع النظر عن فرض الفارض وعدمه ، وهو البحث الفلسفي كما هو ظاهر على الخبير بجهات البحث . * * وقال قوم آخرون من نفاة تجرد النفس من المليين : إن الذي يتحصل من الأمور المربوطة بحياة الانسان كالتشريح والفيزيولوجي إن هذه الخواص الروحية الحيوية تستند إلى جراثيم الحياة والسلولات التي هي الأصول في حياة الانسان وسائر الحيوان وتتعلق بها ، فالروح خاصة وأثر مخصوص فيها لكل واحد منها أرواح متعددة ، فالذي يسميه الانسان روحا لنفسه ويحكي عنه ب : أنا ، مجموعة متكونة من أرواح غير محصورة على نعت الاتحاد