إسم الكتاب : الفقه والمسائل الطبية ( عدد الصفحات : 337)
لا بموت المخ كما ذهب إليه أطباء الاعصار الأخيرة . ثم المفهوم من الآية الخامسة في سورة الحج بطلان هذا القول ، فإن مدلولها أن الانسان خلق ونشأ من النطفة والعلقة والمضغة ، لا أنه عينها . على هذا القائل اشكال آخر تعرض له ولم يقدر على حله ودفعه فلاحظ . ( القول الثالث ) : أن الحياة على أقسام : 1 - الحياة الخلية ، وهي حياة البويضة المخصبة . 2 - الحياة النسيجية ، وهي انقسام الخلية المتكررة وانغراسها في جدار الرحم واستمرار نموها . 3 - الحياة الانسانية في الأسبوع الثاني عشر من وقت تخصيب البويضة الذي أصبح فيه للجنين كيان أو وجود ، فهو يقفز ويلعب وينام ويصحو ويحس ويفزع ، كل ذلك تزامنا مع اكتمال تكوين المخ وبداية قيامه بوظائفه من ظهور محركات التنفس وإشارات المخ الكهربائية الدالة على نشاط وعمل قشرة المخ والنصفين الكرويين ، وهذه المرحلة تقف كعلامة هامة على طريق نمو وتطور الجنين ، كما أن هذه العلامات والظواهر التي تحدث هي عكس العلامات التي توصف في مرحلة وفاة المخ عند موت الانسان . ومن هنا يمكننا أن نصفها بمرحلة ميلاد المخ أو بداية الحياة الانسانية . وفي نهاية هذا الأسبوع يكون الجنين قد بلغ تسع سنتيمترات طولا و 45 جراما وزنا . ومن السهل التعرف على هذه المرحلة وتحديدها على وجه الدقة بالفحص بجهاز السونار لبيان الحركات التنفسية وأنشطة الجنين المختلفة [1] .