إسم الكتاب : الفقه والمسائل الطبية ( عدد الصفحات : 337)
والدماغ . وبتعبير دقيق عندنا أنها من آثار الروح بتوسط المخ . وثبت علميا أيضا أن للقلب حركة قبل تمام أربعة أشهر بكثير ، وتسمع دقات قلب الجنين بالآلات الحديثة الطبية ، فليس الحياة الانسانية تدور مدار حركة القلب حدوثا ولا بعد في أن لا تدور مدارها في البقاء والاستدامة ، فكما تبدء حركة القلب قبل الحياة الانسانية يمكن بقاءها بعد نهايتها خلافا للأطباء المتقدمين . وحينئذ هل يصح أن نذهب إلى قول الأطباء الجدد بأن موت جذع المخ هو علامة انقطاع الروح عن البدن ؟ وهذا يتوقف على أمرين : * * 1 - اثبات انقطاع الروح عند موته نهائيا وكليا عن البدن ، ولا يكفي ذهاب الوعي والحس وغيرهما إذ لعله لفساد الآلة - وهو المخ - دون انقطاع الروح كذهاب البصر بفساد العين ، فلا تبصر الروح لكن عدم ابصارها لا يكشف عن انقطاع علاقتها عن البدن فاحتمال بقاء الروح واتصاله ببعض البدن - ولو ضعيفا وفي الجملة ولدقائق قصيرة - لا نافي له ، والعلوم التجربية - ولو في المرحلة الراهنة - قاصرة عن نفي الاحتمال المذكور ، كما أن العقل عاجز عنه أيضا والدين ساكت عنه . 2 - اثبات ان المخ غير قابل للتعويض ولا للاصلاح عند خرابه ، بخلاف القلب فإنه قابل للتعويض حتى بقلب بلاستيكي . لكن عدم تيسر تعويضه وإصلاحه لعله لقصور الطب في دوره الحاضر لا لعدم إمكان التعويض أو الاصلاح في نفسه وما أدراك ما هو تطور الطب في مستقبل بعيد أو قريب [1] ؟ فحصول الموت وحدوثه
[1] ويمكن ان يدفع هذا الايراد بما سيجئ في الفصل الرابع في جواب الاعتراض الرابع فتأمل .