فريدة يجعلها مصيبة للواقع أكثر ومبرئة للذمة بصورة أدق . نذكر بعضها :
أولا : الاعتماد في قبول الحديث المأثور عن رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله بواسطة أهل البيت المعصومين أو الصحابة أو غيرهم من الرواة المتأخرين على عدالة الراوي ووثاقته غير آبهين بالصحبة لرسول اللَّه ( ص ) ( وان كانت بمجردها عندنا فضيلة جليلة لكنها بما هي من حيث هي غير عاصمة فالصحابة كغيرهم من الرجال فيهم العدول وهم عظماؤهم وعلماؤهم وفيهم البغاة وفيهم أهل الجرائم من المنافقين وفيهم مجهول الحال فنحن نحتج بعدولهم ونتولاهم في الدنيا والآخرة ) [1] . فجميع من صاحب الرسول ( ص ) في مكة والمدينة يخضعون لميزان واحد هو ميزان العدالة الذي توزن به أفعال الصحابة كما توزن به أفعال من جاء بعدهم من الأجيال كيف لا يكون كذلك والآيات الكثيرة القرآنية تصف من عاصر النبي الأعظم ( ص ) بالنفاق والكفر وإليك بعضها : قوله تعالى * ( ومِنْ أَهْلِ الْمَدِينَةِ مَرَدُوا عَلَى النِّفاقِ لا تَعْلَمُهُمْ نَحْنُ نَعْلَمُهُمْ سَنُعَذِّبُهُمْ مَرَّتَيْنِ ثُمَّ يُرَدُّونَ إِلى عَذابٍ عَظِيمٍ ) * [2] .
قوله تعالى * ( يَحْلِفُونَ بِالله ما قالُوا ولَقَدْ قالُوا كَلِمَةَ الْكُفْرِ وكَفَرُوا بَعْدَ إِسْلامِهِمْ وهَمُّوا بِما لَمْ يَنالُوا ) * [3] .
قوله تعالى * ( إِذا جاءَكَ الْمُنافِقُونَ قالُوا نَشْهَدُ إِنَّكَ لَرَسُولُ الله والله يَعْلَمُ إِنَّكَ لَرَسُولُه والله يَشْهَدُ إِنَّ الْمُنافِقِينَ لَكاذِبُونَ ، اتَّخَذُوا أَيْمانَهُمْ جُنَّةً فَصَدُّوا عَنْ سَبِيلِ الله إِنَّهُمْ ساءَ ما كانُوا يَعْمَلُونَ ، ذلِكَ بِأَنَّهُمْ آمَنُوا ثُمَّ كَفَرُوا فَطُبِعَ عَلى قُلُوبِهِمْ فَهُمْ لا يَفْقَهُونَ ) * [4] .
قوله تعالى * ( وإِنَّ فَرِيقاً مِنَ الْمُؤْمِنِينَ لَكارِهُونَ ، يُجادِلُونَكَ فِي الْحَقِّ بَعْدَ ما تَبَيَّنَ كَأَنَّما يُساقُونَ إِلَى الْمَوْتِ وهُمْ يَنْظُرُونَ ) * [5] .

[1] المراجعات .
[2] سورة التوبة آية 10 .
[3] سورة التوبة آية 74 .
[4] سورة المنافقون آية 1 - 3 .
[5] سورة الأنفال آية 6 .

35