responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الفقه على المذاهب الأربعة ومذهب أهل البيت ( ع ) نویسنده : الشيخ ياسر مازح    جلد : 1  صفحه : 265


الفضائل الخلقية ، وتعويدا على صفة من الصفات الحميدة ، وإليك جملة من أعمال الصلاة وآثارها في تهذيب النفوس :
أولا : النية ، وهي عزم القلب على امتثال أمر اللَّه تعالى بأداء الصلاة كاملة ، كما أمر بها اللَّه مع الإخلاص له وحده ، ومن يفعل ذلك في اليوم والليلة خمس مرات ، فلا ريب في أن الإخلاص ينطبع في نفسه ، ويصبح صفة من صفاته الفاضلة التي لها أجمل الأثر في حياة الأفراد والجماعات ، فلا شيء أنفع في حياة المجتمع الإنساني من الإخلاص في القول والعمل ، فلو أن الناس أخلصوا لبعضهم بعضا في أقوالهم وأعمالهم ، لعاشوا عيشة راضية مرضية ، وصلحت حالهم في الدنيا والآخرة ، وكانوا من الفائزين .
ثانيا : القيام بين يدي اللَّه تعالى ، فالمصلي يقف ببدنه وروحه بين يدي خالقه مطرقا يناجيه ، وهو أقرب إليه من حبل الوريد ، يسمع منه ما يقول ، ويعلم من قلبه ما ينوي ، ولا ريب في أن من يفعل ذلك مرات كثيرة في اليوم والليلة ، فإن قلبه يتأثر بخالقه ، فيأتمر بما أمره به ، وينتهي عما نهاه عنه ، فلا ينتهك للناس حرمة ، ولا يعتدي لهم على نفس ، ولا يظلمهم في مال ، ولا يؤذيهم في دين أو عرض .
ثالثا : القراءة ، وسيأتي لك حكمها عند الأئمة ، ولكن ينبغي لمن يقرأ أن لا يحرك لسانه بالقراءة ، وقلبه غافل ، بل ينبغي له أن يتدبر معنى قراءته ليتعظ بما يقول ، فإذا مرّ على لسانه ذكر الإله الخالق وجل قلبه خوفا من عظمته وسطوته ، كما قال تعالى * ( إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ إِذا ذُكِرَ الله وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ وإِذا تُلِيَتْ عَلَيْهِمْ آياتُه زادَتْهُمْ إِيماناً ) * وإذا ذكرت صفات اللَّه تعالى من رحمة وإحسان وجب عليه أن يعلم نفسه كيف تتخلق بتلك الصفات الكريمة ، لأن النبي صلَّى اللَّه عليه وسلَّم قال : « تخلقوا بأخلاق اللَّه ، فهو سبحانه كريم عفوّ غفور ، عادل لا يظلم الناس شيئا » فالإنسان مكلف بأن يتخلق بهذه الأخلاق ، فإذا ما قرأ في صلاته الآيات التي تشتمل على صفات الإله الكريمة وعقل معناها ، وكرّرها في اليوم واللَّيلة مرات كثيرة . فإن نفسه تتأثر بها لا محالة ومتى تأثرت نفسه بجميل الصفات حبّب إليه الاتصاف بها ، ولذلك أحسن الأثر في تهذيب النفوس والأخلاق .
رابعا : الركوع والسجود ، وهما من أمارات التعظيم لمالك الملوك ، خالق السموات والأرض وما بينهما ، فالمصلي الذي يركع بين يدي ربه لا يكفيه أن

265

نام کتاب : الفقه على المذاهب الأربعة ومذهب أهل البيت ( ع ) نویسنده : الشيخ ياسر مازح    جلد : 1  صفحه : 265
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست