responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الفقه على المذاهب الأربعة ومذهب أهل البيت ( ع ) نویسنده : الشيخ ياسر مازح    جلد : 1  صفحه : 264


فيحمله على ترك الصلاة التي يمتاز بها عن الكافر ، حتى قال بعض أئمة المالكية : إن تارك الصلاة عمدا كافر وعلى كل حال فقد أجمعوا على أنها ركن من أركان الإسلام ، فمن تركها فقد هدم ركنا من أقوى أركانه . وينبغي أن يعرف الناس أن الغرض الحقيقي من الصلاة إنما هو إشعار القلب بعظمة الإله الخالق حتى يكون منه على وجل فيأتمر بأمره ، وينتهي عما نهاه عنه ، وفي ذلك الخير كله للنوع الإنساني ، لأن من يفعل الصالحات ويجتنب السيئات لا يصدر عنه للناس إلَّا المنفعة والخير ، أما الذي يأتي بالصلاة وقلبه غافل عن ربه ، مشغول بشهواته النفسانية ، وملاذه الجسمانية ، فإن صلاته ، وإن أسقطت عنه الفرض عند بعض الأئمة ، ولكنها في الحقيقة لم تثمر الثمرة المطلوبة منها ، إنما الصلاة الكاملة هي التي قال اللَّه في شأنها * ( قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ هُمْ فِي صَلاتِهِمْ خاشِعُونَ ) * .
فالغرض الحقيقي من الصلاة ، إنما هو تعظيم الإله فاطر السموات والأرض بالخشوع له والخضوع لعظمته الخالدة ، وعزته الأبدية ، فلا يكون المرء مصليا لربه حقا إلَّا إذا كان قلبه حاضرا مملوءا بخشية اللَّه وحده ، فلا يغيب عن مناجاته بالوساوس الكاذبة أو الخواطر الضارة ، ومن يقف بين يدي خالقه وقلبه على هذه الحالة ذليلا خاشعا ، خائفا وجلا من جلال ذلك الخالق القادر القاهر ، ذي السطوة التي لا تحدّ ، والمشيئة التي لا تردّ ، فإنه بذلك يكون تائبا من ذنبه ، منيبا إلى ربه ، وتصلح أعماله الظاهرة والباطنة ، وتقوى علاقته بربه ، ويستقيم مع عباده تعالى ، ويقف عند حدود الدين ، وينتهي عما نهاه عنه رب العالمين . كما قال * ( إِنَّ الصَّلاةَ تَنْهى عَنِ الْفَحْشاءِ والْمُنْكَرِ ) * وبذلك يكون من المسلمين حقا .
فالصلاة التي تنهى عن الفحشاء والمنكر ، هي تلك الصلاة التي يكون العبد فيها معظما ربه ، خائفا منه ، راجيا رحمته ، فحظ كل واحد من صلاته إنما هو بقدر خوفه من اللَّه ، وتأثّر قلبه بخشيته ، لأن اللَّه سبحانه إنما ينظر إلى قلوب عباده لا إلى صورهم الظاهرة ، ولذا قال تعالى * ( وأَقِمِ الصَّلاةَ لِذِكْرِي ) * ، ومن غفل قلبه عن ربه لا يكون ذاكرا له ، فلا يكون مصليا صلاة حقيقية ، وقال صلَّى اللَّه عليه وسلَّم : « لا ينظر اللَّه إلى صلاة لا يحضر الرجل فيها قلبه مع بدنه » .
فهذه هي الصلاة في نظر الدين ، وهي بهذا المعنى لها أحسن الأثر في تهذيب النفوس ، وتقويم الأخلاق ، فإن في كل جزء من أجزائها تمرينا على فضيلة من

264

نام کتاب : الفقه على المذاهب الأربعة ومذهب أهل البيت ( ع ) نویسنده : الشيخ ياسر مازح    جلد : 1  صفحه : 264
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست