responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الفقه على المذاهب الأربعة ومذهب أهل البيت ( ع ) نویسنده : الشيخ ياسر مازح    جلد : 1  صفحه : 945


زيارة قبر النبي صلى الله عليه وسلم لا ريب في أن زيارة قبر المصطفى عليه الصلاة والسلام من أعظم القرب وأجلها شأنا ، فإن بقعة ضمت خير الرسل وأكرمهم عند اللَّه لها شأن خاص ، ومزية يعجز القلم عن وصفها ، على أن الغرض الصحيح من زيارة القبور هو تذكر الآخرة ، كما ورد في الحديث الصحيح الذي نص على الإذن في زيارة القبور للموعظة الحسنة وتذكر الآخرة ، فمتى كانت الزيارة لغرض صحيح يقرّه صاحب الشريعة كانت ممدوحة من جميع الجهات ، ومما لا خفاء فيه أن زيارة قبر المصطفى صلى الله عليه وسلم تفعل في نفوس أولى الألباب أكثر مما تفعله أي عبادة أخرى ، فالذي يقف على قبر المصطفى ذاكرا ما لاقاه صلى الله عليه وسلم في سبيل الدعوة إلى اللَّه ، وإخراج الناس من ظلمات الشرك إلى نور الهداية ، وما بثه من مكارم الأخلاق في العالم أجمع ، وما محاه من فساد عام شامل ، وما جاء به من شريعة مبنية على جلب المصالح للمجتمع الإنساني ، ودرء المفاسد عنه ، لا بد أن يمتلئ قلبه حبا لذلك الرسول الذي جاهد في اللَّه حق جهاده ، ولا بد أن يحبب إليه العمل بكل ما جاء به ، ولا بد أن يستحي من معصية اللَّه ورسوله ، وذلك هو الفوز العظيم .
إن زيارة قبر المصطفى صلى اللَّه عليه وسلم ، ومشاهدة مهبط الوحي وزيارة العاملين المخلصين في الذود عن دين اللَّه تعالى الذين ضحوا بأرواحهم وأموالهم في سبيل اللَّه وحده بدون أن تؤثر عليهم لذة ملك ، أو تستولي على أنفسهم شهوة من متاع الحياة الدنيا وزينتها ، بل خرجوا من أموالهم الكثيرة ، ولذاتهم التي لا حد لها إلى الكفاح والنضال في سبيل اللَّه ومن أجل اللَّه ، فنصروا دين اللَّه - لهي جديرة بأن تكون من أجل القرب ، لما تحدثه في أنفس الزائرين من عظات بليغة تحملهم على القدوة بهؤلاء في أعمالهم وأقوالهم ، ولو أن المسلمين استمسكوا حقا بما استمسك به سكان هؤلاء القبور الذين هزموا الفرس والرومان

945

نام کتاب : الفقه على المذاهب الأربعة ومذهب أهل البيت ( ع ) نویسنده : الشيخ ياسر مازح    جلد : 1  صفحه : 945
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست