مقدمة المحققين بسم اللَّه الرحمن الرحيم الحمد للَّه رب العالمين وصلى اللَّه على محمد خاتم النبيين وآله الخلفاء المنتجبين وأصحابه الكرام الميامين ، وبعد . بعث اللَّه سبحانه النبي محمد بن عبد اللَّه صلى اللَّه عليه وعلى آله * ( بِالْهُدى ودِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَه عَلَى الدِّينِ كُلِّه ولَوْ كَرِه الْمُشْرِكُونَ ) * [1] وصدع هذا الرسول الأمين بالرسالة الكاملة الشاملة التي * ( لا يَأْتِيه الْباطِلُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْه ولا مِنْ خَلْفِه ) * [2] * ( إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وإِنَّا لَه لَحافِظُونَ ) * [3] وأقام شريعته الغراء الكاملة الواسعة الشاملة لجميع حاجات المجتمع البشري من السياسية والاقتصادية والتربوية والأخلاقية والروحية و . على أسس هي أصول الدين وعقائد الإسلام منها ينطلق الإنسان بحيوية واندفاع ومنها يستوحي نهجه في الحياة .
إن النبي كان يباشر قيادة دعوة انقلابية ويمارس عملية تغيير شاملة للمجتمع وأعرافه وأنظمته ومفاهيمه ولم يكن الطريق قصيرا أمام عملية التغيير هذه بل كان طريقا طويلا وممتدا بامتداد الفواصل المعنوية الضخمة بين الجاهلية والإسلام فكان على الدعوة التي يمارسها النبي أن تبدأ بإنسان الجاهلية فتنشئه إنشاء جديدا وتجعل منه الإنسان الإسلامي الذي يحمل النور الجديد وتجتث منه كل جذور الجاهلية ورواسبها . وقد خطا القائد العظيم صلى اللَّه عليه وآله بعملية التغيير خطوات مدهشة في برهة قصيرة ، وكان على عملية التغيير أن تواصل طريقها الطويل حتى بعد وفاة النبي صلى اللَّه

[1] سورة الصف آية 9 .
[2] سورة فصلت آية 42 .
[3] سورة الحجر آية 9 .

7