إسم الكتاب : الفقه على المذاهب الأربعة ومذهب أهل البيت ( ع ) ( عدد الصفحات : 983)

عليه وآله [1] ولذا أخبر رسول اللَّه صلَّى اللَّه عليه وآله بأمر من اللَّه عن قائد الفترة الزمينة التي تلي وفاته وكان ذلك في بدء دعوته في حديث الدار يوم الانذار وعليه لم تكن من الصدفة المحضة تولي رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله تربية علي عليه السلام منذ الطفولة حيث فتح عينيه في حجره ونشأ في كنفه وتهيأت له فرض التفاعل معه والاندماج بخطه ما لم يتوفر لأي إنسان آخر فيعدّه أعدادا رساليا وقياديا خاصا لتتمثل فيه المرجعية الفكرية والزعامة السياسية للتجربة وليواصل بعده وبمساندة القاعدة الشعبية الواعية من المهاجرين والأنصار قيادة الأمة وبناءها عقائديا وتقويتها باستمرار نحو المستوي الذي تؤهلها لتحمل المسؤوليات القيادية [2] .
وهذا ما أشار إليه أمير المؤمنين عليه السلام في خطبته الشهيرة القاصعة :
( وقد علمتم موضعي من رسول اللَّه بالقرابة القريبة والمنزلة الخصيصة وضعني في حجره وأنا ولد يضمني إلى صدره ويكنفني في فراشه ويمسني جسده ويشمني عرفه وكان يمضغ الشيء ثم يلقمنيه وما وجد لي كذبه في قول ولا خطلة في فعل . وقد كنت أتّبعه اتّباع الفصيل أثر أمه يرفع لي في كل يوم من أخلاقه علما ويأمرني بالاقتداء به ولقد كان يجاور في كل سنة بحراء فأراه ولا يراه غيري ولم يجمع بيت واحد يومئذ في الإسلام غير رسول اللَّه وخديجة وأنا ثالثهما أرى نور الوحي والرسالة وأشم ريح النبوة ) [3] .
ولأهمية الحدث نجد الحشد الهائل من الآيات المباركة والروايات عن رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله الذي لَا يَنْطِقُ عَنِ الهَوَى * ( إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحى ) * [4] تنص على خلافة علي عليه السلام وتنصيبه وليا على المسلمين وهذا ما يجده المتتبع في المصادر التاريخية الإسلامية : الشيعية منها والسنيّة وإليك بعض ما جاء في الكتب المعتبرة لدى المصادر السنية .

[1] السيد الشهيد ، حول الولاية ص 16 .
[2] السيد الشهيد ، حول الولاية ص 16 .
[3] نهج البلاغة الخطبة 192 .
[4] سورة النجم آية 3 - 4 .

8