نام کتاب : الفقه على المذاهب الأربعة ومذهب أهل البيت ( ع ) نویسنده : الشيخ ياسر مازح جلد : 1 صفحه : 263
كتاب الصلاة حكمة مشروعيتها ما تقدم من مباحث الطهارة إنما هو وسيلة للصلاة ، وقد علمت أن هذه الوسائل كلها منافع للمجتمع الإنساني ، لأن مدارها على نظافة الأبدان ، وطهارة أماكن العبادة من الأقذار التي تنشأ عنها الأمراض والروائح القذرة ، نعم إن في بعض الوسائل ما قد يخلو عن هذا المعنى ، ولكن ذلك لحكمة ظاهرة : وهي أن الغرض من العبادات إنما هو الخشوع للَّه سبحانه باتباع أوامره واجتناب نواهيه ، أما الصلاة فهي أهم أركان الدين الإسلامي ، فقد فرضها اللَّه سبحانه على عباده ليعبدوه وحده ، ولا يشركوا معه أحدا من خلقه في عبادته ، قال تعالى * ( إِنَّ الصَّلاةَ كانَتْ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ كِتاباً مَوْقُوتاً ) * أي فرضا محدودا بأوقات لا يجوز الخروج عنها ، وقال عليه الصلاة والسلام : « خمس صلوات كتبهنّ اللَّه على العباد ، فمن جاء بهن ، ولم يضيع منهن شيئا استخفافا بحقهن ، وكان له عند اللَّه عهد أن يدخله الجنة » وقد وردت أحاديث كثيرة في تعظيم شأن الصلاة ، والحثّ على أدائها في أوقاتها ، والنهي عن الاستهانة بأمرها والتكاسل عن إقامتها ، فمن ذلك قوله صلَّى اللَّه عليه وسلَّم : « مثل الصلوات الخمس ، كمثل نهر عذب غمر ، بباب أحدكم يقتحم فيه كل يوم خمس مرات ، فما ترون ذلك يبقي من درنه » قالوا : لا شيء ، قال صلَّى اللَّه عليه وسلَّم : « فإن الصلوات الخمس تذهب الذنوب كما يذهب الماء الدرن » ومعنى ذلك أن الصلوات الخمس تطهر النفوس ، وتنظفها من الذنوب والآثام ، كما أن الاغتسال بالماء النقي خمس مرات في اليوم يطهر الأجسام وينظفها من جميع الأقذار . وسئل رسول اللَّه صلَّى اللَّه عليه وسلَّم أي الأعمال أفضل ؟ قال : « الصلاة لمواقيتها » فالصلاة هي أفضل أعمال الإسلام ، وأجلها قدرا ، وأعظمها شأنا ، وكفى بذلك حثّا على أدائها في أوقاتها . أما ترهيب تاركها وتخويفه ، فيكفي فيه قول رسول اللَّه صلَّى اللَّه عليه وسلَّم : « لا سهم في الإسلام لمن لا صلاة له » وقوله : « بين الرجل وبين الكفر ترك الصلاة » وفي هذا الحديث زجر شديد للمسلم الذي يتسلط عليه الكسل
263
نام کتاب : الفقه على المذاهب الأربعة ومذهب أهل البيت ( ع ) نویسنده : الشيخ ياسر مازح جلد : 1 صفحه : 263