وهكذا بسبب الاستعمال الزائد للمياه الجوفية في اليابان أخذت التربة تهبط في العديد من المدن الكبرى . ويعاني في الوقت الراهن ثلث سكان الكرة الأرضية من نقص المياه ، وينذر الخبراء بأن في الخمسين سنة القادمة سيصبح التلوث أمرا شائعا وكارثيا في المياه التي هي الآن صالحة للشرب ، مسببا أمراضا خطيرة ، ليس للإنسان فقط بل يشمل الحيوان والنبات أيضا . كما تتلوث المياه الجوفية نتيجة لتسرب مياه المجاري ومياه التصريف التي تجتمع فيها المكروبات المختلفة بالإضافة إلى المركبات الكيماوية ، فيجعل الماء غير مستساغ للاستعمال سواء للإنسان أو للحيوان أو لنمو النبات مثل اكتسابه الرائحة الكريهة أو اللون أو المذاق السيئ [1] . أما تلوث المحيطات والبحار فلا يقلّ عن تلوث البحيرات والأنهار لدرجة أنّ بقع الزيت وجدت في الأجزاء المركزية من المحيط الهادي والمحيط الهندي . ومما يزيد من خطر تلوث الوسط المائي كونه متصلا في كل أنحاء الكرة الأرضية . لذا فإن تلوث مكان ما سينتشر على مساحة كبيرة . وكما أن المياه تجري من هنا إلى هناك ، فتأخذ معها أمراض هذا المحيط إلى ذلك المحيط ، وهكذا الحال بالنسبة إلى تلوث المياه الأخرى من مكان لآخر حيث يسري بسرعة مذهلة مع سرعة أمواج البحر وسرعة تيار الماء . وهذا النوع من التلوث ينذر بخطرين اثنين : الخطر المتوجه إلى الإنسان بصورة مباشرة . الخطر المتوجه إلى الإنسان بسبب النباتات والأحياء الأخرى ، فإنه
[1] وقد ذكر تقرير لوكالة حماية البيئة في أمريكا ، إنّ المياه الجوفيّة في 39 ولاية أمريكية يحتوي على مبيدات الآفات .