احتياجات الإنسان في الوقت الحاضر وفي المستقبل القريب . إلَّا أننا بحاجة إلى برنامج ينظم بعدل توزيع المياه ، على سبيل المثال نهر الأمازون وحده يحتوي على « 15 % » من إجمالي كمية المياه العذبة ، في حين يحتوي 15 نهرا غيره على « 33 % » فقط من هذا الإجمالي . واللَّه سبحانه وتعالى - على ما يظهر من الروايات ومن الأدلة العقلية - لحكمة مقصودة لم يجعل خيرات الأرض بصورة متساوية بل جعل في كل موقع خيرات ، حرم مناطق أخرى عنها وأبدلها بأخرى ، سواء كانت هذه الخيرات من المعادن أو النفط أو من الماء أو غير ذلك . والحكمة في ذلك ليحصل التعاون بين بني البشر أخذا وعطاء بالنسبة إلى ما يحتاجون إليه . فأهل هذا البلد يعطون ثمار بلدهم لأهل بلد آخر في مقابل ما منحهم اللَّه من خيرات ، هكذا جبل الإنسان ، وهكذا خلقه اللَّه سبحانه متعاونا ومتآخيا ، فكل فرد من أفراد المجتمع الإنساني هو بحاجة إلى الفرد الآخر . ومن باب المثال : التفاوت في الثروة المائية : فهناك دول في إفريقيا وفي غرب وجنوب آسيا وفي الولايات المتحدة والمكسيك وأستراليا تقلّ فيها المياه ، بينما هناك مناطق تعاني من كوارث الفيضانات الموسميّة كبنغلادش وغيرها . وقد قال سبحانه : * ( قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ أَصْبَحَ ماؤُكُمْ غَوْراً فَمَنْ يَأْتِيكُمْ بِماءٍ مَعِينٍ ) * [1] . يقال إنّ بخار الماء إذا نضب وذهب في أعماق الأرض ، يسمى غورا . والماء المعين هو الماء الظاهر الجاري على سطح الأرض بحيث تراه العين . فالمعين مشتق من العين ، أي جار على وجه الأرض منظور بالعين .