طَلْعٌ نَضِيدٌ * رِزْقاً لِلْعِبادِ وأَحْيَيْنا بِهِ بَلْدَةً مَيْتاً كَذلِكَ الْخُرُوجُ ) * [1] إلا تدل هذه الآيات المنظمة بهذا النسق الرائع على المدبّر الحكيم العليم الخالق الرازق البارئ الحي المصوّر ، فإنه لا يمكن أن يكون لهذا التنظيم الرائع إلَّا خالق بارئ حكيم خبير عليم . وقال في آيات أخرى : * ( والأَرْضَ مَدَدْناها وأَلْقَيْنا فِيها رَواسِيَ وأَنْبَتْنا فِيها مِنْ كُلِّ شَيْءٍ مَوْزُونٍ * وجَعَلْنا لَكُمْ فِيها مَعايِشَ ومَنْ لَسْتُمْ لَهُ بِرازِقِينَ * وإِنْ مِنْ شَيْءٍ إِلَّا عِنْدَنا خَزائِنُهُ وما نُنَزِّلُهُ إِلَّا بِقَدَرٍ مَعْلُومٍ * وأَرْسَلْنَا الرِّياحَ لَواقِحَ فَأَنْزَلْنا مِنَ السَّماءِ ماءً فَأَسْقَيْناكُمُوهُ وما أَنْتُمْ لَهُ بِخازِنِينَ ) * [2] ، فإن كل شيء يشاهد في الكون له وعاء يخزن منه ذرأته ، فوعاء الإنسان هو الأرض فهي مصدره . تلك النبتة أو قطعة اللحم التي تصبح طعاما في فم أبويه ثم تتحول إلى دم ومن ثم إلى نطفة إلى أن يخلق الإنسان ، وهكذا وعاء الماء البحار ، ووعاء الأقوات الشمس والقمر والرياح . وكل هذه الأوعية هي بيد اللَّه تبارك وتعالى فإنزاله لها بقدر معلوم عنده سبحانه وتعالى ، والقدر المقدّر هو ما يحتاجه الإنسان لتكامله وللاستمرار في حياته في هذه البيئة المتعددة الأبعاد بسبب مائها وأرضها وجبالها وبحارها وأنهارها وإنسانها وحيوانها وغير ذلك ، فقال سبحانه : * ( أَأَنْتُمْ أَشَدُّ خَلْقاً أَمِ السَّماءُ بَناها * رَفَعَ سَمْكَها فَسَوَّاها * وأَغْطَشَ لَيْلَها وأَخْرَجَ ضُحاها . والأَرْضَ بَعْدَ ذلِكَ دَحاها * أَخْرَجَ مِنْها ماءَها ومَرْعاها * والْجِبالَ أَرْساها * مَتاعاً لَكُمْ
[1] سورة ق : الآية 6 - 11 . [2] سورة الحجر : الآية 19 - 22 .