وقد لاحظ أحد علماء السويد أنّ الأمطار التي تتساقط فوق بعض مناطق السويد تزيد نسبة حموضتها مع الزمن ، وقد بيّن هذا العالم أنّ هذه الأمطار تنتج من ذوبان الغازات الكبريتية والنيتروجينيّة التي تتصاعد من مداخن المصانع في بخار الماء الموجود في الغلاف الجوي . ونبّه هذا العالم إلى إخطار هذه الأمطار الحمضية وإلى آثارها المدمّرة على مختلف عناصر البيئة الطبيعية المتوازنة . وقد قام أحد مراكز البحوث العلمية الأوربية بدراسة « 153 » بحيرة صغيرة كانت مليئة بالأسماك سابقا ، فوجدوها عبارة عن أجسام مائية ميّتة لا حياة فيها باستثناء بحيرتين يبدو أنهما ستلحقان ببقية البحيرات . وقام معهد علمي آخر بإجراء دراسة مماثلة على « 151 » ظاهرة أخرى فوجد أنها خالية تماما من الحياة ، بينما لم تكن هناك مصانع تلقي بفضلاتها السّامّة في هذه الأنهار والبحيرات ، وإنما قالوا إن التلوث هو المسؤول الوحيد عن هذه الجريمة التي طالت الملايين من الأسماك . واكتشف العلماء أن القاتل قد أتى من مكان بعيد والقاتل بالطبع هو التلوث الذي ورد من أوروبا من الأمطار المحمّلة بحمض الكبريتيك [1] ، وينتج هذا الحمض كما أشرنا في الأمطار نتيجة دخان المصانع ومحطات إنتاج الطاقة الكهربائية ، ونتيجة حرق الفحم والبترول بكميات كبيرة ، فينتج عن احتراقهما ثاني أكسيد الكبريت [2] الذي يتصاعد في الجو ثم يتفاعل مع بخار
[1] حمض الكبريتيك : يحدث نتيجة تفاعل ثاني أكسيد الكبريت مع بخار الماء فيعطي غاز يعرف بثالث أكسيد الكبريت ، ويذوب هذا إلغاز في بخار الماء الموجود في الهواء ، فيعطي حمضا قويا يعرف بحمض الكبريتيك . [2] ورمزه الكيماوي SO 2 وهو غاز حمضي له رائحة نفاذه ، تؤثّر على الأغشية المخاطية للأنف ، ويسبّب التهابات للعين وتقيّحات على الجلد ، ويؤثّر على التربة الزراعيّة ويقلَّل من إنتاجيتها ، كما إنه يتفاعل مع بعض الأملاح الموجودة بالتربة مكوّنا مركّبات لا تذوب في الماء ، وهذا يؤدّي إلى حرمان النبات من عنصر هام من العناصر الغذائية .