وقد أدى التطوّر السريع الذي حدث في الصناعات البتروكيماويات إلى إنتاج عدد هائل من المبيدات الكيماوية . وقد ساعد نجاح أسلوب رشّ المبيدات بواسطة الطائرات على التوسع الهائل في استخدام المبيدات الكيماوية في المساحات الشاسعة من العالم التي تم زراعتها . وبذلك كثر المحصول إذ كانت الحشرات والجراثيم قد سببت خسائر فادحة في المحاصيل الزراعية التي يعتبر البشر بأمسّ الحاجة إليها . وقد تبيّن أن الحشرات وغيرها من الآفات الزراعية تتلف خمس المحاصيل الزراعية في بعض البلدان ، ففي الهند - مثلا - تستهلك الحشرات سنويا كميّات من المحاصيل تكفي لتغذية تسعة ملايين إنسان . وفي أمريكا تبيد الفطريات والحشرات والجراثيم ما قيمته خمس مليارات من الدولارات سنويا ، فضلا عن الجهود الضخمة لمكافحة الآفات الزراعية . وتستعمل المبيدات في الحال الحاضر في كافة أرجاء الكرة الأرضية ، وقد بدت المكافحة الكيماوية في البداية فعّالة لدرجة أثار الاعتقاد بمقدرتها على التغلَّب على مشكلات الآفات الزراعية بشكل نهائي ، ولكن هذا العمل لم يدم طويلا إذ سرعان ما تبيّن أن المبيدات تنقذ المحاصيل والغابات والمروج من إخطار الأمراض ، ولكنها من ناحية ثانية تؤدي إلى تخلخل النظام البيئي وتلوث الوسط البيئي وتؤثر بأشكال سلبية عديدة على حياة الإنسان وحياة الحيوانات والنباتات .