وظائفه على أكمل وجه ، وحتى نستطيع التحرك من مكان إلى مكان آخر ، وحتى تتجدّد الخلايا التالفة ، وحتى نكون في صحة جيدة وتفكير سليم ، بدلا من ذلك كلَّه أصبحت المواد الغذائية في كثير من البلدان سببا للكثير من الأمراض والعلل . وفي الكثير من الموارد تضيف الشركات مواد كيمياوية للطعام والشراب من أجل إعطائه نكهة جيدة أو لونا جيدا أو رائحة طيّبة ، بينما ضرر هذه المواد الغذائية أكثر من نفعها [1] . فاللازم العودة إلى الطبيعة في طريقة التغذية ، كما أخذ العالم يعود إلى الطبيعة كمصدر للدواء ، فقد قرأت في تقرير عن الولايات المتحدة الأمريكية أنها تستهلك كل عام ملياران من الأدوية الأعشابية ، وفي بعض البلدان الشرق أوسطية افتتحت مشافي للعلاج العشبي . والغالب أن الشركات المنتجة للمعلبات تتعمد تسميم الغذاء من أجل الربح المادي ، لأنهم يريدون النكهات الصناعية والمحسنات والمضافات والمحلَّيات والمناظر الجميلة المختلفة . ونشرت بعض الجرائد محاكمة ثلاثة كانوا يتاجرون بالزيوت المغشوشة في إسبانيا ، وكان هؤلاء الثلاثة قد تسببوا في قتل « 650 » شخصا ، وكانت
[1] فمثلا مادّة السابكلاميت التي كانت تستعمل لتحلية الموادّ الغذائيّة والخمائر منعت نتيجة لاحتوائها على السموم ، ومادّة السكارين التي كانت تستعمل للتحلية منذ بداية القرن حتّى السبعينات منعت نتيجة لاحتوائها على سموم سرطانيّة . وكذا استعمال دي إي أس الذي يستخدم للطيور أوقف استعماله عام 1961 م لاحتوائه على موادّ مسرطنة ، وكذا الاستروجين التركيبي الذي استعمل حتّى نهاية السبعينات كمشجّع للنمو في الأغنام والماشيّة ثبت أنه أحد المسرطنات البشريّة ، وكذا الأسبس الذي يستعمل في مجفّفات الشعر ، وكذا الفور الفورمالديهايد التي تستعمل في بعض الموادّ المنزليّة العازلة ثبت إنّها مواد مسرطنة أيضا .