الزراعية ونحوها ، فعادت البذور إلى وضعها الصحي من جديد . وهناك مثال آخر من الاتحاد السوفياتي - السابق - ، فالمعروف عن الذئب أنه يفترس الأغنام والأرانب والحيوانات الأليفة الأخرى المفيدة للإنسان ، خاصة في غابات المناطق المعتدلة الباردة ، ولذا قامت السلطات في موسكو وفي بولونيا بمحاولة القضاء على الذئاب ، وظهر بعد أن قلَّت أعداد الذئاب بشكل كبير أن الأمراض السارية بدأت تنتشر وبشكل سريع بين الحيوانات ذات الفراء ، والتي كانت تتغذّى على لحومها الذئاب . وأدت هذه الأمراض من جانبها إلى خسائر كبيرة ، ونتيجة للدراسات تبيّن أن قلَّة أعداد الذئاب بشكل كبير هو المسؤول عن انتشار الأمراض بين هذه الحيوانات ، ذلك لأن الذئب يمسك بالطريدة بعد أن يطاردها ركضا ، فالحيوانات الضعيفة تسقط ضحية تحت أنياب الذئاب ، أما القوية منها والسليمة فإنها تتخلص من أنياب الذئاب . ولذا قرر الخبراء في موسكو وبولونيا الحفاظ على الذئاب التي تقوم بالقضاء على الحيوانات المريضة ، التي تسبب نشر الوباء بين الحيوانات ، وقد جلبوا أعداء الكبيرة من الذئاب إلى هاتين المدينتين . والشيء نفسه بالنسبة إلى ثدييات وآكلات الحشرات والطيور الجارحة ، فمثلا يقضي الغرير على أكثر من « 500 » من الحشرات يوميا ، وهناك طير آخر يقضي كل يوم على « 10 آلاف » من الديدان الصغيرة ، وهناك أمثلة أخرى يجدها الإنسان في كتب البيئة والحيوان . أما بعض التأثيرات السلبية للثدييات ، والتي لا يمكن مقارنتها بالإيجابيات ، فتظهر بشكل خاص عند ما تزداد أعدادها بشكل كبير بحيث تقوم بالتهام كافة البذور لدرجة أنها تمنع تجدد الأشجار والنباتات الأخرى ،