المنطقة لتحرير الكويت ، وكذلك استهدف صدام بهذا العمل شغل الرأي العام العالمي وتوجيه الإنظار إلى الكارثة البيئية التي أوجدها لتحويل الأنظار عن جريمته في احتلال الكويت ، أضف إلى ذلك منع الاستفادة من مياه الخليج في الأغراض البشرية والزراعية والصناعية ، وكان المتضرر من هذا العمل ليس الكويت وحسب بل السعودية ودولة الإمارات وإيران أيضا . وقد قدّرت كميّة النفط التي سرّبها العراق إلى مياه الخليج قرابة « 5 ملايين » برميل ، وقد شكَّلت هذه الكمية بقعة زيتية بلغت طولها « 130 » كيلومترا وبعرض « 5 - 25 » كيلومترا ، وقد اعتبر الخبراء فعل صدام في تسريب هذه الكمية من النفط إلى الخليج جريمة العصر ، لأن آثار هذه الجريمة تمتد لعدة أجيال . ولولا انتهاء الاحتلال وإرغام صدام على الخروج من الكويت واستدراك الأمر لتحولت مياه الخليج إلى مياه ميتة لا تجد فيها ضرعا ولا زرعا . ومما يذكر إن الخليج أشبه ما يكون ببحيرة مغلقة ، فهو يجدد مياهه كل « 6 » سنوات وينتج عن ذلك ضعف التيارات المائية من تبديد بقع التلوث . ومن المعروف أيضا أنّ النفط يستطيع البقاء مدة طويلة طافيا فوق سطح المياه مشكلا طبقة رقيقة تعلو سطح المياه وتمنع وصول الأوكسجين وثاني أكسيد الكربون والضوء إلى الماء ، مما يؤدي إلى توقف عملية التركيب الضوئي التي تقوم بها النباتات المائية . إذ أن عملية التركيب الضوئي ضرورية لتزويد مياه البحر بالأوكسجين ولتنقيته من ثاني أكسيد الكربون . وقد أثّرت هذه الجريمة في الأحياء تأثيرا منقطع النظير حتى أنها حالت دون وصول حرارة الشمس إلى الأعماق ، وأثّر ذلك في الثروة المرجانية