responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الفقه ، البيئة نویسنده : السيد محمد الحسيني الشيرازي    جلد : 1  صفحه : 57


الثاني : إزالة مساحات شاسعة من الغابات بهدف استثمارها في البناء والزراعة التقليدية كزراعة الحبوب والفواكه والخضر ، أو بسبب استثمار أخشابها في أمور التدفئة ، وإزالة الغابات معناه بقاء كمّيات كبيرة من هذا الغاز في الجو لفقدان عمليّة التمثيل الضوئي بالنسبة المطلوبة .
والخلاصة : فجميع هذه الأمور تسبب تأخرا في نمو بعض الكائنات الحية - بوجه عام - سواء كانت بشرا أو حيوانات أو نباتات .
كما وإن هذا إلغاز يذوب في مياه الأمطار مكونا بعض الأحماض التي تسبب تلفا في المباني والمنشآت الحجرية والمعدنية .
ومن عوامل تركيز ثاني أكسيد الكربون في الغلاف الجوي حرائق الغابات ، فإن هذه الحرائق قد تنتج عن أسباب طبيعية وقد تكون بفعل الإنسان . فالغابات هي المصدر الرئيسي لتنقية الهواء من هذا الغاز المضر ، فكلما توسعت الغابة أصبح الهواء أكثر نقاوة ، وكذلك إذا زرعت البلاد بمزارع كثيرة ، والعكس بالعكس [1] .



[1] من المشاكل التي يعاني منها العالم اليوم مشكلة التصحر ، وهي تحويل الأراضي المنتجة في المزارع والمراعي إلى جدب ، وان 90 دولة في العالم تعاني من هذه المشكلة حيث انخفضت إنتاجية أراضيها خلال عشرين عاما الماضية بمعدل 40 % والعالم يستهلك من الغابات كل عام أكثر من 17 مليون هكتار ، والتصحر ينشأ من الجشع والطمع وقطع الأشجار بشكل غير مدروس ، فقد أجربت دراسة لصالح المنظمة الدولية للأخشاب المدارية عام 1989 م وانتهت إلى أن أثل من 1 ، 0 % من عمليات قطع الأشجار المدارية للحصول على الخشب تم على أساس الغلة المتواصلة وينشأ التصحر أيضا من قلة الأمطار نتيجة الاختلال في الغلاف الجوي - الأتموسفير - ففي السبعينات انخفضت معدلات سقوط الأمطار في عدد من الدول الإفريقية والباكستان وبنغلادش وما أشبه ذلك . وينشأ التصحر أيضا لسقوط الأمطار الحمضية ، فإن ثلاثة دول أوربية - ألمانيا وهولندا وسويسرا - فقدت ما بين الثلث والنصف من غاباتها بسبب هذه الأمطار ، وفي عام 1986 م تضررت الغابات في كثير من دول العالم بمعدل 54 % بسبب الترسبات الحمضية . وينشأ التصحر أيضا من استخدام الأراضي الزراعية لبناء المعامل وشق الطرق وما أشبه ، وقد ذكرت الإحصاءات إن فرنسا تستهلك سنويا من أراضيها الزراعية مائة ألف هكتار لأغراض التصنيع المساحة المستهلكة ، لتعرضها للرياح وللأنواع الدخيلة الوافدة ولاختلاف درجات الحرارة . وينشأ التصحر من حرق الغابات عن عمد أو غيره . وينشأ أيضا من التنمية الزراعية التي لا تقوم على الدراسات الفنية والرعي الجائر . ومهما كانت الأسباب فإن فقدان الغابات يولد كارثة بيئية فضلا عن الكارثة الاقتصادية ، فإن فقدانها يؤدي إلى تغيير المناخ والهطولات المطرية وارتفاع درجة الحرارة في الأرض وإلى إبادة بعض السلالات البرية وإلى فقدان كثير من الأعشاب التي هي ضرورية في الطب فخلال العقود الأربعة الماضية قدر فناء أكثر من خمسين ألف نوع من الأحياء في الغابات ، وإلى تسارع تأكل التربة وإلى اختفاء الكثير من الحيوانات وإلى تقليل الكثير من النباتات الرئيسية التي يعتمد عليها البشر كطعام باعتبارها تزرع في أقاليم محيطة بالغابات وإلى تعرض المدن لهبوب الرياح وإلى فقدان حماية خطوط توزيع المياه وإلى إنقاض الثروة الحيوانية وإلى هبوط مستوى المياه السامة عند حرق الغابات كغاز ثاني أكسيد الكربون فضلا عن نقص نسبة الأوكسجين المتولد من الأشجار عن طريق تمثيل الضوئي . ولمواجهة التصحر لا بد من اتخاذ إجراءات وقائية ، فإنها خير وسيلة للعلاج ، ولا بد من إيجاد أنظمة استثمار مستقرة ومن إعادة تشجير مساحات شاسعة من الأراضي المتصحرة ، ولا بد من استخدام طريقة أكثر رحمة في قطع الأشجار ولحاظ حماية البيئة ، ولا بد من زرع أعشاب قوية على طول مناسيب الأراضي المنحدرة الصالحة الزراعة ، ولا بد من استخدام الحواجز النباتية بدل الجدران والصخور ، لأن النبات سيبطئ جريان الماء مما ينتج فرصة لماء المطر من الانتشار والتسرب إلى باطن الحقول كما إنه يحبس الرسابة وراءه مكونا جدارا طبيعيا بالتدريج ويصون التربة والرطوبة . ولا بد من إنشاء مزارع صحراوية نموذجية وإعطاء أولوية لإنتاج أدوات الري الحديثة ، ولا بد من الإكثار من سلالات النباتات التي تتحمل الجفاف أو الملوحة أو كليهما معا ، ولا بد من أولوية لوضع خطة زراعية لتنمية المراعي ومحاولة إكثار نباتات المراعي المحلية المتأقلمة على ظروف الصحراء ، ولا بد من إعادة تدوير الأخشاب المستخدم ولا بد من حظر جميع أنواع الاستيراد على الأخشاب بذات الطريقة التي حظرت وقتها تجارة العاج ولا بد من التزكيز على السياحة في الغابات بدل قطعها .

57

نام کتاب : الفقه ، البيئة نویسنده : السيد محمد الحسيني الشيرازي    جلد : 1  صفحه : 57
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست