والحيوانات النادرة . واستنادا لهذه الحقيقة فإن الإجهاض محرم ولو للنطفة المستقرّة ، وقد ورد بذلك روايات لسنا بصدد ذكرها الآن [1] وقد قدّر اللَّه تبارك وتعالى للنطفة أن تكون صغيرة وبالملايين ، حيث عدّها العلماء مائة مليون حيوان منوي في كل دفعة . لماذا هذا العدد الهائل من الحيوانات المنوية ؟ فذلك التقدير لا يعلمه إلَّا الخبير العليم . ومن المحتمل أن الحيوانات المنوية الكثيرة هذه ، ذات آثار تكوينية في هذه الدنيا أو أنها ستكون شعبا وجندا له يوم القيامة ، عند ما يرزقه اللَّه الجنة . إذ ورد أن كل إنسان يكون في الجنة ملكا وله شعب ويحتمل كون شعبه من الملائكة أو الولدان والحور أو غير ذلك . لا يقال : فما ذا عن النار ؟ لأنه يقال : لعلّ ذلك من باب اضطراد القانون العام ، فكما تأتي قاعدة « اضطراد القانون العام » وجري السنة في التشريعات كذلك يكون في التكوينات . وقد ذكرنا في كتاب « التفسير الموضوعي » [2] أن اضطراد القانون العام يكون في التكوينات من باب استفادة كليّات العلوم ، وإلَّا لم يتمكَّن الإنسان من هذه الاستفادة إذا كانت الأشياء التي بصورة واحدة ، مختلفة في الإيجاب والسلب . كما أن ذلك هو سبب اضطراد القانون العام في التشريعات ، كما أشرنا إلى ذلك في قول الإمام علي عليه السلام ، بالنسبة إلى غسل رسول اللَّه « صلَّى اللَّه عليه وآله وسلَّم » بعد استشهاده .
[1] للمزيد راجع موسوعة الفقه كتاب النكاح للإمام المؤلف « دام ظله » . [2] وهو كتاب خطي لم يطبع بعد .