مخلَّفات . وهناك بعض الأنهار والبحار التي فسدت تماما ولم تعد صالحة للاستعمال شربا أو صناعة أو ما أشبه ذلك ، ولا يقتصر خطر تلوث المياه على ذلك فحسب بل إنها تمتد لتكون سببا في إبادة الأسماك والحيوانات والأحياء البحرية بل والطيور وما أشبه ذلك مما تعيش على حيوانات البحر . بل شمل أيضا فساد الغابات حيث قام الإنسان الصناعي الذي لا يراعي اللَّه واليوم الآخر بتعرية الأرض من غاباتها الكبرى . وقد ذكروا إنّ الحزام الاستوائي الأخضر الذي كان يمتد عبر القارات بمساحة تبلغ ستة عشر مليون كيلو مترا مربعا تراجعت الآن إلى ثمانية ملايين كيلومترا مربعا فقط ، وأخذ أيضا هذا في التناقص مما أدى إلى جرف التربة وتصحرها بحيث أصبحت غير صالحة للزراعة بتاتا . والغابات الاستوائية التي كانت تعتبر بمثابة رئة العالم تعرّضت للاستتراف والتدمير من وجهة النظر البيئية والاقتصادية . وفي بعض التقريرات إن « 14 % » من الغابات الاستوائية ستختفي في نهاية هذا القرن نتيجة لزيادة معدل الاستنزاف ، أما إذا أضيف إلى ذلك التغيرات المناخية والحرائق التي لا تفتأ تفتك بمساحات واسعة من الغابات فتبيدها عن بكرة أبيها ، فيمكن أن تصل النسبة إلى النصف وما معدله تصحر أكثر من « 20 مليون » هكتار سنويا . وكل ذلك سبب لانقراض « 25 ألف » نوع من النبات و « 1000 » نوع من الحيوانات في غضون العشرة الأعوام القادمة أو أقل من ذلك ، كما يحدّثنا بذلك الخبراء . الصيد غير المنظم وإذا كان تلوث البيئة سببا رئيسيا من أسباب إهلاك الحرث والنسل ،