بين الإسراف والتلوّث مسألة : مما يستنزف موارد البيئة ويزيد في تلوّثها الإسراف في كل شيء ، والإسراف عبارة عن الزيادة غير اللازمة في الشيء الذي أصله صحيح مثل إضاءة مصباحين في الغرفة بينما لا تحتاج الغرفة إلى أكثر من مصباح واحد ، فالمصباح الثاني يكون إسرافا ، وهكذا بقية أنواع الإسراف كما قال سبحانه في وصف فرعون : * ( إِنَّهُ كانَ عالِياً مِنَ الْمُسْرِفِينَ ) * [1] ، فإن فرعون كان مسرفا في مختلف شؤون الحياة ، في الأموال والدماء والنساء وغير ذلك . أما التبذير فهو ما كان أصله على غير ما ينبغي مثل أن يشعل المصباح نهارا ، وإن كان كل واحد منهما يطلق على الآخر أيضا إذا كان وحده . وقد قال سبحانه : * ( إِنَّ الْمُبَذِّرِينَ كانُوا إِخْوانَ الشَّياطِينِ ) * [2] ، وإن الشيطان يضع الأشياء في غير مواضعها ، ولم يقل ذلك بالنسبة إلى المسرفين ، فالمبذر هو أخو الشيطان من هذه الجهة . فإن الموضوع والحكم هو أن كل واحد منهما يتصرّف في الآخر ، بالقرينة ، كما ذكرناه مفصلا في الأصول [3] .
[1] سورة الدخان : الآية 31 . [2] سورة الإسراء : الآية 27 . [3] أنظر كتاب الأصول : مباحث الألفاظ للإمام المؤلَّف « دام ظله » .