فموت الفتى خير له من قيامه * بدار هوان بين واش وحاسد [1] وقال سبحانه وتعالى * ( قُلِ انْظُرُوا ما ذا فِي السَّماواتِ والأَرْضِ ) * [2] . فالإنسان عند ما ينظر إلى السماوات والأرض يرى الكون العجيب والبيئة المتكاملة في زمانها ومكانها وسائر خصوصياتها ، كما قال سبحانه : * ( مِنْ كُلِّ شَيْءٍ مَوْزُونٍ ) * [3] ، وإنّ الإنسان الناظر المتأمّل يرى وحدة خالق البيئة ومنظَّم شؤونها ، كما يستكشف ترابطاتها وتفاعلاتها ومدى وثاقة تجانسها وتكاملها كما قال سبحانه : * ( الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الأَرْضَ فِراشاً والسَّماءَ بِناءً وأَنْزَلَ مِنَ السَّماءِ ماءً فَأَخْرَجَ بِهِ مِنَ الثَّمَراتِ رِزْقاً لَكُمْ فَلا تَجْعَلُوا لِلَّهِ أَنْداداً وأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ ) * [4] . أقول : أي أنتم تعلمون أنه لا أولاد للَّه ولا أنداد له بل هو الخالق والمكوّن والمدبّر دون غيره ، أمّا أنّه هناك إله للشمس وإله للقمر وإله للحر وإله للبرد وإله للبحر وإله للنبات وما أشبه ذلك ، أو أن هناك إلهان اثنان إله للنور وإله للظلمة كما يدعي البعض أو نحو ذلك ، فكلها باطلة ويرفضها العقل والبرهان والفطرة والوجدان . قال سبحانه وتعالى : * ( أَفَلَمْ يَنْظُرُوا إِلَى السَّماءِ فَوْقَهُمْ كَيْفَ بَنَيْناها وزَيَّنَّاها وما لَها مِنْ فُرُوجٍ * والأَرْضَ مَدَدْناها وأَلْقَيْنا فِيها رَواسِيَ وأَنْبَتْنا فِيها مِنْ كُلِّ زَوْجٍ بَهِيجٍ * تَبْصِرَةً وذِكْرى لِكُلِّ عَبْدٍ مُنِيبٍ * ونَزَّلْنا مِنَ السَّماءِ ماءً مُبارَكاً فَأَنْبَتْنا بِهِ جَنَّاتٍ وحَبَّ الْحَصِيدِ * والنَّخْلَ باسِقاتٍ لَها
[1] ديوان الإمام أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام : ص 181 . [2] سورة يونس : الآية 101 . [3] سورة الحجر : الآية 19 . [4] سورة البقرة : الآية 22 .