في الجنين ونقصا في قدراته العقلية [1] . فالبيئة الرئيسية للجنين هي الرحم ، وهو يتأثر بالبيئة الخارجية ، وعند ما يأتي إلى عالم الدنيا تبدأ رحلته الطويلة مع البيئة الجديدة . البيئة الخارجية التي يشترك فيها مع جميع أبناء جنسه . ويبدأ الجنين من لحظة ولادته تفاعله المباشر مع البيئة الجديدة ، ومن خلال هذا التعامل تتشكل إلى حدّ ما شخصيته السيكولوجية ويتعين مسلكه واتجاهه ومجموعة القيم والمثل التي يؤمن بها أو التي لا يعتقد بها . فالبيئة الاجتماعية هي مما تشكل شخصية الإنسان ، فإذا كانت هذه البيئة بيئة إيمانية ينشأ الطفل على الإيمان ، وإذا كانت بيئة منحرفة ينشأ الطفل نشأة منحرفة . وطبعا حضن الأم هو الأساس في البيئة الاجتماعية ، فإذا كانت الأم مؤمنة فإنها تربي الطفل على الإيمان ، والعكس صحيح أيضا ، وقد قال رسول اللَّه « صلَّى اللَّه عليه وآله وسلَّم » : ( الجنة تحت أقدام الأمهات ) و ( إياكم وخضراء الدمن ) [2] . وخضراء الدمن كما فسرها رسول اللَّه « صلى اللَّه عليه وآله وسلم » المرأة الحسناء في منبت السوء . والبيئة الوراثية تؤثر على الولد بالإضافة إلى تأثيرها في نفس الأم في أخلاقها وفي آدابها وأعمالها والتزاماتها وغير ذلك . هذا بالإضافة إلى أن المرأة الجميلة - مثلا إذا كانت غير ملتزمة -
[1] وهكذا بالنسبة إلى استخدام بعض العقاقير الطبية أو الحقن للمرأة الحامل فإن ذلك يسبب تشوها للجنين . [2] معاني الأخبار : ص 91 . مكارم الأخلاق : ص 203 . والدمن جمع دمنة وهي المزبلة ، ومنبت السوء هو العهر وما شابه .