بعضها بالبعض الآخر ، وهي متفاعلة بعضها في بعض الآخر تأثيرا وتأثّرا ، بمعنى أنه إذا حدث تغيّر في أحد منها فسيتبعه تغيير في بعض النظم الأخرى على شكل سلسلة تفاعلات بحسب القوانين والعلاقات التي جعلها اللَّه سبحانه وتعالى في الكون ، فإذا أصبح الهواء باردا فوق الحد الطبيعي ازدادت الأمراض ، وإذا كثرت الأشجار واتسعت مساحات المياه انخفضت درجة الحرارة . فالبيئة إذن هي وحدة متكاملة تتجمّع فيها الكثير من العلوم التي اكتشفها الإنسان من سياسة واجتماع واقتصاد وغير ذلك ، وكما سبقت الإشارة إليه ، فالبيئة - بالمعنى الأعم - تشمل البيئة الوراثية والبيئة الاجتماعية والبيئة الثقافية والبيئة الاقتصادية والبيئة الطبيعية وغير ذلك . ويمكن القول أن بيئة الجنين داخل الرحم ، لأنه الجزء المؤثر فيه . أما الجزء الخارج من الرحم كالهواء الخارجي والماء ، فلا تأثير مباشر له على الجنين فلا يعتبر بيئة له ، اللهم إلَّا إذا أخذنا العوامل غير المباشرة المؤثرة في الجنين . وعلى سبيل المثال : فقر الوالدين وسوء التغذية يسبّب هزالا وضعفا عند المرأة وبالتالي يتسبب في ضعف الجنين ، وعند ما تكون المرأة مدمنة على التدخين يؤثر ذلك على جنينها ، وهكذا لو أصيبت المرأة الحامل ببعض الأمراض ، فإنها ذات تأثير مباشر على جنينها كالحصبة التي لو أصابت الأم الحامل سببت تشوها في الجنين ، كذلك المخدرات والمسكرات تسبب تشوها