المدخل البيئة وأثرها في الإنسان بسم اللَّه الرحمن الرحيم البيئة : كلمة عربية مصدرها بوء ، ومنه باء يبوء ، وبوَّء بتضعيف الواو من باب التفعيل بمعنى سدّد ، ولذا يقولون بوّء الرّمح أي : سدده نحو هدفه وقابله به . ويقال : تبوّأ بمعنى نزل وأقام ، وهو فعل لازم ، ويتعدّى بحرف الجرّ ، فيقال تصرّف في المال . هذا هو الأصل ، واستعمل في القرآن الكريم واللغة العربية متعديا ، قال سبحانه : * ( أَنْ تَبَوَّءا لِقَوْمِكُما بِمِصْرَ بُيُوتاً ) * [1] أي : اتخذوا بيوتا . وقد يستعمل بباب الإفعال من أباءه منزلا ، أي : هيّئ له وأنزله فيه . قال سبحانه : * ( والَّذِينَ تَبَوَّؤُا الدَّارَ والإِيمانَ . ) * [2] أي : الذين سكنوا في المدينة واستقرّت قلوبهم على الإيمان باللَّه . فالدار منزل مادي والإيمان منزل معنوي . وفي القرآن الحكيم : * ( والَّذِينَ آمَنُوا وعَمِلُوا الصَّالِحاتِ لَنُبَوِّئَنَّهُمْ مِنَ الْجَنَّةِ غُرَفاً ) * [3] أي : نجعل مكانهم غرفا في الجنّة . وقد استعمل متعديا في جملة من الأحاديث ، فعن النبي الأكرم « صلَّى اللَّه
[1] سورة يونس : الآية 87 . [2] سورة الحشر : الآية 9 . [3] سورة العنكبوت : الآية 58 .