حق ذاتي غير مجعول ، وهو ثابت له تعالى في تمام الأحوال وله آثار كثيرة لا تعد ولا تحصى ، ومن آثاره شكره وحمده وعبادته وأطاعته وتسبيحه وتقديسه ، والقيام بما أمر به ، والانتهاء عما نهى عنه وهذه السلطنة العظمى كما أشير إليه لا تنالها يد الجعل وهي من خصائصه عز شأنه ، ولا توجد في غيره وأقرب المراتب إلى هذه المرتبة من الحقوق حق النبوة ثم حق الولاية ثم حق العلماء والمعلم والأب والابن وحق الجوار والصحبة وأمثالها . وجميع هذه الحقوق ترجع إلى حقه تعالى في المعنى باعتبار صدور الكل منه ، ورجوع الكل إليه ، ولكل واحد من هذه الحقوق آثار كثيرة يترتب عليها ثم إن أمهات الحقوق بعد حقه تعالى تنحصر في ثلاثة أقسام لأن السلطنة الثابتة للإنسان أما إن تكون على إنسان آخر كسلطنة النبوة والولاية وغيرهما من الحقوق متنزلة إلى أضعف المراتب كحق الصاحب والجليس وأما إن تكون تلك السلطنة على الأعيان الخارجية غير الإنسان وأما على النسب والإضافات . وان شئت قلت إن الحق نحو سلطنة إنسان على غيره مطلقاً من إنسان أو أعيان أو عقد أو إضافة أو نسبة أما الأول فقد يكون منشؤه أفعال خارجية وأمور حقيقية كالهداية والإرشاد والتعليم فأن هداية النبي ( ص ) وإرشاده إليه تعالى صار سبباً ومنشأ لحقه ( ص ) على العباد ، وهكذا الولي والعالم والمعلم إلى آخر المراتب وأضعفها ، وفي مقابل هذه الهداية والإرشاد لا بد من الشكر والامتنان والانقياد والإطاعة . وهذا النحو من الحق لا يتبدل ولا يتحول ولا ينتقل ولا يقبل الإسقاط ، ولا المعاوضة ،