responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الفردوس الأعلى نویسنده : الشيخ محمد حسين كاشف الغطاء    جلد : 1  صفحه : 76


الأمراض ، وفي هذا الزمان يقولون يجمعها بن سعود في بئر ويطرح عليها التراب . فأي فائدة فيها اجتماعية وانفراديّة فلو عيّن الشارع الاسلامي على كل أحد من الحجاج بدل الهدي مقداراً معيّناً من النقود فيجمع للصرف في مصالح العامة للمسلمين أليس أحسن ؟ .
( الجواب ) قضية الذبائح والقرابين وتقديمها للآلهة بكثرة شعيرة من الشعائر القديمة في أكثر الأديان حتى عند المشركين وعبدة الأوثان فضلاً عن الديانات الثلاث المشهورة ، وحيث ان الشريعة الاسلامية جعلت الكعبة قبلة للمسلمين واليها حجّهم وموقع الكعبة هو الحجاز ، وهي ارض ( كما يعلم كل أحد ) قاحلة وحرة سوداء لا يعيش فيها ضرع ولا زرع ، وأهل الحجاز على الغالب فقراء بالفقر المدقع الذي كان يدفعهم إلى استطابة اكل الحشرات والوحوش من الضب ، واليربوع ، والأرانب ونحوها بل ربما يضطرون في بعض السنوات إلى اكل الدم الممتزج بالصوف وما هو أسوء من ذلك فقضت الحكمة الإلهية الارفاق باهل تلك البلاد والتوسعة عليهم ، ومن يتجول في القبائل الحجازية وينظر شحوب تلك الشعوب ، وغبرة وجوههم ، ورث ملابسهم وجشوبة طعامهم يعرف سعة الرحمة الإلهية والشفقة الربوبية في فرض هذا النسك ، ومن يراجع الآيات الكريمة الواردة في هذا الموضوع يعرف جليّاً ان الحكمة والغرض من هذا الحكم هو التوسعة على الفقراء والهلكى الذين هم أكثر أهل الحجاز واشباع نهمهم وسد فورتهم يقول جلّ شأنه : [ فَكُلُوا مِنْهَا وَأَطْعِمُوا

76

نام کتاب : الفردوس الأعلى نویسنده : الشيخ محمد حسين كاشف الغطاء    جلد : 1  صفحه : 76
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست